بالقرآن اهتجيت في رحبه تحلو الحياة شوقا الى المولى اتاي اسلمت روحي للي نام نور الحنايا لله اياته تغدو شهور دروس وعبر من قصة يوسف عليه السلام ومن اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين قال الالوسي ما ملخصه؟ سألت قريش واليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة يوسف. فنزلت مشروحة شرحا وافيا. فامل النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون ذلك سببا في اسلامهم فلما لم يفعلوا حزن فعزاه الله تعالى بذلك ومن اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين كثير من الناس لن يصلوا الى شاطئ الايمان. ولو حرص خير المرسلين على ان يكونوا مؤمنين. وهذه تسلية لكل داعية اعرض عنه الخلق ان هذا ميراث الانبياء والمرسلين وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين الاستدلال على صحة مذهب او حزب او جماعة بكثرة الاتباع فقط خطأ بالغ. فالكثرة غالبا ما تميل الى غير الحق وما تسألهم عليه من اجر الداعية الذي يقصد التربح من وراء دعوته يسقط سقوطا مريعا من اعين الناس وكأن من اية في السماوات والارض. يمرون عليها وهم علامون من اغمض عينيه لم يستمتع بضوء نهاره. وكذلك من قصر في تفكره واعتباره لم يحظ بكنز عرفانه واستفساره وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال قشري الشرك الجلي ان يتخذ من دونه سبحانه معبودا. والشرك الخفي ان يتخذ بقلبه عند حوائجه من دون دونه سبحانه مقصودا. ومن الشرك الخفي ما قاله الحسن في هذه الاية ذاك المنافق. يعمل اذا عمل آآ الناس وهو مشرك بعمله افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله. او اتهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون يقول اسماعيل حقي فان قيل اما يؤدي قوله بغتة مؤدى قوله وهم لا يشعرون فيستغنى عنه. قيل لا فان معنى وهم لا يشعرون اي وهم غافلون لاشتغالهم بامور دنياهم. وفي الحديث موت الفجأة اخذة اسير. اي غضبان يعني موت الفجأة اثر غضب الله على العبد. والفجأة او الفجأة هي البغتة دون تقدم مرض ولا سبب. وانما كره فجأة بان لا يلقى المؤمن ربه على غفلة من غير ان يقدم لنفسه عذرا ويجدد توبته ويرد مظالمه قل هذه سميري ادعوني الى الله على بصيرة. ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني استدلوا بهذه الاية على وجوب الدعوة الى الله. فقالوا حق على من اتبعه ان يدعو الى ما دعا اليه. ويذكر بالقرآن ادعو الى الله على بصيرة كثير من اعراض الخلق هو من ضعف بصيرة الدعاء. قال الامام البقاعي على بصيرة اي حجة واضحة من امري بنظر ادلة قاطعة والبراهين الساطعة وترك التقليد الدال على الغباوة والجمود ادعوني الى الله على بصيرة يقول الشيخ محمد الغزالي انا لا اخشى على الانسان الذي يفكر وان ضل. لانه سيعود الى الحق ولكني اخشى على الانسان الذي لا يفكر وان بانه سيكون كالقشة في مهب الريح الحمد لله الكريم بفضله. هذه بلاد الخير والاحسان تحمي وتبني في كتاب شبابها فهو البناء راسخ الارجاء لبناتهم من سنة نبوية فالوقف والقرآن مجتمعا وما ارسلنا من قبرك الا رجالا نوحين اليهم من اهل القرى قال القرطبي من اهل القرى يعني المدائن ولم يبعث الله نبيا من اهل البادية لغلبة الجفاء والقسوة على اهل البدو. ولان اهل الانصار اعقلوا واحلموا وافضلوا واعلموا. قال الحسن لم يبعث الله نبيا من اهل البادية قط ولا من النساء ولا من الجن افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم عبادة التفكر اجل العبادات وهي تاج عبادات القلوب. وان اثار الامم البائدة يقدح زناد الفكر الاعتبار عدم السقوط في نفس الاخطاء والتكرار. وهذه من سمات العقلاء فضلا عن الابرار حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا افنجي من نشاء. ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين قال صاحب الظلال تلك سنة الله في الدعوات. لا بد من الشدائد ولابد من الكروب. حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية من طاقة ثم يجيء النصر بعد اليأس من كل اسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس النصر من عند الله فينجوا الذين يستحقون النجاة ينجون من الهلاك الذي يأخذ المكذبين وينجون من البطش والعسف الذي يسلطه عليهم المتجبرون ويحل بأس الله بالمجرمين. مدمرا ماحقا لا يقفون له ولا يصده عنهم ولي نصير ذلك كي لا يكون النصر رخيصا. فتكون الدعوات هزلا. فلو كان النصر رخيصا لقام في كل يوم اي بدعوة لا تكلفه شيئا او تكلفه القليل حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا لا يوجد اداة عطف بين كذبوا وجاءه. اشارة الى نزول النصر فورا. وبلا تريث او تأخير لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب قال القشيري عبرة منها للملوك في بسط العدل كما بسط يوسف عليه السلام وتأمينهم احوال الرعية كما فعل يوسف احسن اليهم. وعبرة في قصصهم لارباب التقوى. فان يوسف لما ترك هواه رقاه الله الى ما رقاه. وعبرة لاهل الهوى فيما في اتباع الهوى من شدة البلاء كامرأة العزيز لما اتبعت هواها لقيت الضر والفقر. وعبرة للمماليك في حضرة السادة كيوسف لما حفظ حرمة زليخة امرأة العزيز وصارت زليخة امرأته حلالا. وعبرة في العفو عند المقدرة كيوسف عليه السلام حين تجاوز عن اخوته. وعبرة في ثمرة الصبر فيعقوب لما صبر على مقاساة حزنه ظفر يوما بلقاء يوسف عليه عليه السلام لقد كان في قصصهم عبرة ما الفائدة من اي قصة؟ ان لم نأخذ منها العبرة. والعبرة مشتقة من عبور البحر. كأن قارئ التاريخ يعبر الى احداثه ليرجع منها بالدروس التي تنفعه في ومستقبله ومعلوم ان التاريخ يعيد نفسه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ليس هدى ورحمة لجميع الخلق بل للمؤمنين فحسب. ولذا لا ينتفع الجميع بالقرآن. فمن لم يفهم ما يقرأ كمثل الحمار يحمل اسفارا والبعض كالحمار الوحشي يهرب من القرآن اذا سمعه كانهم حمر مستنفرة. امثال هؤلاء لا يهتدون للقرآن. قال ابن الجوزي قرأت سورة يوسف عليه السلام فتعجبت من مدحه عليه السلام على صدره. وشرح قصته للناس ورفع قدره بترك ما ترك. فتأملوا خبيئة الامر فاذا هي مخالفة للهوى المكروه. فقلت واعجبا لو وافق هواه من كان يكون؟ ولما خالفه لقد صار امره عظيما. تضرب الامثال بصبره. ويفتخر على الخلق باجتهاده. وكل ذلك كان بصبر ساعة. فيا لها اعزا وفخرا ان تملك نفسك ساعة الصبر عن المحبوب وهو قريبك