مقدمة الكتاب عليهم ولدانهم مخلدون اذا رأيتهم حسبتهم لولا واذا رأيت نعيما وملكا كبيرا عاليا فيها بشر وحلو اساور من فضة ربهم شرابا طهورا. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان للايمان محطات يتزود فيها المرء في الدنيا ويعيد شحن قلبه بكل ما ينفعه في الاخرة ومن رحمة الله الواسعة ان جعلها محطات كثيرة نتنزه فيما بينها حتى لا نمل او ننقطع فمنها ذكر الموت. تدبر اسماء الله وصفاته. التأمل في حب الله لعباده وبره بهم. استشعار مراقبة الله لنا. الاثار الجميلة للحسنات في الدنيا قبل الاخرة اخرة عاقبة السيئات المدمرة. ومن ضمن مكسبات الايمان ومثقلات الميزان ذكر جنة والنار فهما من اهم ما يحتاج المرء اليه في سيره الى الله. ومن انجع الادوية في معالجة القلب المتعب يتخفف فيها من حرارة الذنوب وعناء الشهوات. ولذا كان من توفيق الله لي ان اسطر هذه السطور في محاولة متواضعة لبلوغ هذه الغاية الكبرى. وابدأ الان والله المستعان فاقول. فاقول فاقول وحسرتاه كيف قربوا وابعدنا. والسفاه كيف دنوا ابن عمي اين لذعات الوجد؟ اين دموع الفراق؟ اين لهفة الاشواق؟ اين شدة الحسرات اقتطع القوم في الجنة الحور والدور وانت تائه وراء تجارة تبور الجنة عروس لا عليها ابدا، بل ولا يصبر عنها لحظة. فكيف ثم كيف ثم كيف؟ كيف يصرخ في شرع المحبين نوم بعد ترغيب وفتور بعد وصال يا هذا مثلك لا يصلح للجنة. يا رجل اعظم الظلمة ما تقدمها ضوء اقسى العمى ما كان بعد بصر واصعب الهجر ما سبقه الوصال ما كنت اعرف ما مقدار وصلكم حتى هجرت وبعض الهجر تأديبهم. يا معاشر العصاة تعرضون ويقبل تبارزونه بالذنوب ويستركم. تقصون انفسكم ويدنيكم. تنفقون من نعمه في مخالفته تنأون عنه ويستدعيكم. يا ويحنا من عبيد مسيئين. ويا له من اله محسن ان الينا غاية الاحسان. يا قيس المحبة مت في سبيل لي لا تحيا. اخي، ان كان قلبك قد قسى وصار كالحديد فقربه الى نار الاشواق. ودعني بهذا الكتاب انفخ في شعلة المحبة عندك لعلها تضطرب. والا فما ينفع الضرب في حديد بارد. يا غافلا عن الجنة وقد فتحت ابوابها اليوم تعرض لنفحات الخير لعل زمان الدخول حل وانت في الغافلين العشق نبض القلب. لا تفتر حركته. وسكون النبض علامة الموت. فانت اما عاشق واما ميت. اذا انت لم تعشق ولم تدري ما الهوى فكن حجرا من يابس الصخر جلبدا. الناس رجل ينام في الضوء ورجل يستيقظ في الظلام. فاي الرجلين انت؟ اخيه ما كل رقبة تحسن فيها القلائد. ولا كل نفس تستحق الفوائد. فلا تهدي المسكوم ريحانا ولا تنل السفيه برهانا. اعيذك بالله ان تكون من هؤلاء. كل يعمل على شاكلته. وكل اناء بالذي فيه ينضح جميل قتله حب بثينة. وكثير قتله حب عزة وعروة قتله حب عفراء وقيس قتلته ليلى وانت من قتلك ولا ادرك الحاجات مثل مثابر ولا عاق منها الفوز مثل ثواني. اخوتاه الدنيا بحر. والجنة ساحل. والمركب التقوى وكلنا على سفر. اخي ليس هذا الكتاب وصفا تفصيليا للجنة. بل هو صفحة من صفحات التشويق. وقلم من الاقلام الترغيب يستهدف في النهاية قلبك. ينفخ فيه نفخة عشق لدار الخلود. يدفع الى الذكر الدائم لها مع الاستعداد والبذل في سبيلها. وعندها تكون اول مبادر لاي صيحة خير اذنك وتسهل عليك التكاليف بل تطيب. فتؤديها سجية وعفوية لا معاناة قال له فن لسان حالك وما زرتكم عمدا ولكن ذا الهوى الى حيث يهوى القلب تهوي به الرجل حبيبي في الله لا يحلق الصخر بغير جناح فخذ كتابي هذا جناحا تطير به الى الجنة. فاذا دخلتها فلا تنسني عندها بشفاعة. عاشق الجنة اليوم. لا تمد املك الى غير اليوم عصفور واحد خير من الف على الشجرة. التفكير في الامس انشغال بوقت ماض هو في حقيقته تضييع وقت ثان. اما الغد فلا تدري تكون من اهله او لا تكون. فيومك يومك يومك يومك. واخيرا هذا الكتاب مشروع اصلاح شامل. على الجنة يرتكز وبذكر يرتوي والى نعيمها يرنو فبه تنتفع الامة باسرها لا الفرد بمفرده. وهو مجرد تذكرة لكم ما علمتم كما قال الفضل الرخشي انا والله ما نعلمكم ما تجهلون ولكن نذكركم ما تعلمون