الهي رجعات بذل افتقاري بخوفي بضاعة بدمع انكساري رجعت ابوء اليك كان بيسيري وانت العليم بكل السرار احس خطاياي فرارا وخوفا ومنك لكني اليك فراري. قالوا جزاء من وجد في رح له فهو جزاؤه قال السمقندي وكان الحكم في ارض مصر للسارق الضرب والتضمين. وكان الحكم بارض كنعان انهم يأخذون السارق ويسترقونه ففوضوا الحكم الى بني يعقوب ليحكموا بحكم بلادهم. اي ان يوسف رد الحكم اليه ليتمكن من اخذ اخيه بناء على حكم بهم كذلك نجزي الظالمين الجزاء من جنس العمل. قال ابن عطية اي هذه سنتنا وديننا في اهل السرقة ان يتملك السارق كما تملك هو اي المسوق فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجا من وعاء اخيه ما السر في تكرار وعاء اخيه؟ لماذا لم يقل؟ فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها منه او استخرجها من وعائه. اجابوا على ذلك فقالوا لو قال فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها منه لكان كأنه استخرجها من اخيه. ولو قال ثم استخرجها من وعائه لاوهم ذلك انه استخرجها من وعاء نفسه اي وعاء يوسف. فلا يمكن التخلص من هذا الا بتكرار وعاء اخيه كذلك كدنا ليوسف قال ابن القيم تسميته بذلك حقيقة على بابه. فان المكر هو ايصال الشيء الى الغير بطريق خفي. وكذلك الكيد والمخادعة ولكنه نوعان قبيح وهو ايصال ذلك لمن لا يستحقه وحسن وهو ايصاله الى مستحقه عقوبة له. فالاول مذموم والثاني ممدوح كذلك كدنا ليوسف عندما يكيد لك الخلق بغير الحق فانتظر كيد الله بهم فالجزاء من جنس العمل كذلك كدنا ليوسف صبر على كيد اخوته. فكاد الله له كذلك كدنا يوسف ما كان ليأخذ فيه الملك الا الا ان يشاء الله نرفع درجات نشاء وفوق كل ذي علم عليم قال ابن القيم تنبيه على ان العلم الدقيق بلطيف الحيل الموصلة الى المقصود الشرعي الذي يحبه الله تعالى ورسوله من نصر دينه وكسر اعدائه ونصر المحق وقمع المبطل صفة مدح يرفع الله تعالى بها درجة العبد. كما ان العلم الذي يخصم به المبطل وتدحض حجته. صفة مدح يرفع بها درجة عبده وفوق كل ذي علم عليم قال سعيد بن جبير كنا عند عبدالله بن عباس فحدث بحديث عجيب. فتعجب رجل فقال الحمد لله فوق ككل في علم عليم. فقال ابن عباس بئس ما قلت. الله العليم فوق كل عالم قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل. فاسرها يوسف في نفسه ولم يبنيها لهم احيانا يكون الصمت ابلغ من كثير من الكلام قالوا ان يسرق فقد سرق اخذه من قبل ما هذا الحمل الاسود الذي لم تخف وطأته بعد كل هذه السنين ويزيدك تعجبا ان المقام ليس مقام طعن في يوسف بل انهم ذكروه هنا على سبيل الاستطراد ومع هذا اتهموه زورا وهم الذين كانوا سبب موته كما تصوروا. فاتهموه بالسرقة ولن اكتفوا بجريمة قتله بل الحقوا بها القول السيء بافتراء الكذب عليه وبحب ايات الكتاب فقد اتينا كل ما نقضي على درب الصواب من قبل تجلو الخطوط بين المدائن والشعوب بحضرة الذكر الحكيم وحدنا فنسواها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم الكلمة التي قالها في سره ولم يبدها لهم هي تنشر مكانا والله اعلم بما تصفون فما هذا الصبر وما قوة النفس الفولاذية هذه؟ صبر على الظلم الاول بمحاولة قتله. ثم الظلم الثاني بالافتراء عليه فنسألها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ما اعظم هذا الحلم النبوي الذي يسمع صاحبه الاذى ويقضي عليه وليس في قاموسه التشفي والانتقام فاسرها يوسف في نفسه ما اجمل ما قيل صدور الاحرار قبور الاسرار فنسوها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم رحم الله امرءا كتم سرا وتنازل عن حق ليؤلف بين القلوب وينزع الاضغان. فاسرها يوسف في نفسه احمل الكلمات الموجعة وضعها تحت ثرى الذاكرة. وادفنها في قبر النسيان فنسألها يوسف في نفسه ولم يبدها له ليست الصراحة ممدوحة على الدوام. فالمداراة مطلوبة احيانا تأليفا للقلوب واتقاء للشرور فنسوها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم التغافل من اخلاق العظماء فنسألها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم شتم هشام بن عبدالملك رجلا من اشراف الناس. فقال هذا الرجل اما تستحي ان تسبني وانت خليفة؟ فقال هشام اقتص مني قال لا اريد ان اكون سفيها. قال اذا تعوض مني بمال. قال ما كنت ابيع شرفي بالدرهم والدينار. قال اجعلها لله اذا قال هي لله ولك فخجل هشام ونكس رأسه وعاهد الله الا يشتم احدا بعدها ابدا قالوا يا ايها العزيز ان لهم ابا شيخا كبيرا. فخن احدنا مكانه انا نراك من المحسنين قال ابن عاشور ووصفوا اباهم بثلاث صفات تقتضي الترقيق عليه. وهي حنان الابوة وصفة الشيخوخة جبر خاطره لانه كبير قومه. او لانه انتهى في الكبر الى اقصاه. فالاوصاف مسوقة للحث على اطلاق سراح كان ابني قالوا يا ايها العزيز ان لهم ابا شيخا كبيرا. فخن احدنا مكانه انا نراك من المحسنين الاستعطاف وسيلة مشروعة للوصول للهدف. بشرط ان يقصد بها الرجل الشهم المحسن. واما استعطاف اللئيم فذل وخنوع لا يليق بمسلم قال معاذ الله معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعا انا الى الظالمون ما اجمل الصدق في المواقف كلها. لم يقل من سرق تحرزا من الكذب قال معاذ الله معاذ الله ان نأخذ الا من ولدنا متاعا هنا رسالتان لا محاباة في احكام الشرع ولا تزر وازرة وزر اخرى