وانسا دروك ذنوبي وامضي بشوقي اليك ومدى حي فقير لاني الفقير اليك اجتماع شمل العائلة ذكر الطاهر بن عاشور ان ابويهما يعقوب عليه السلام وخالته لان ام يوسف رحيم توفيت قبل ذلك اثناء ولادة اخيه بنيامين وخالفه في هذا الرأي غيره فلما دخلوا على يوسف اوى اليه ابويه لما خص الابوين؟ قال الالوسي لانهما ذاقا طعم مرارة الفراق فخصهما من بينهم بمزيد الدنو يوم الطلاق وقال ادخلوا مصر ان شاء الله امنين تأملوا ادب الابوة فقد قدم مشيئة الله لان الامور كلها بيد الله. ولابد للعبد ان يقدم المشيئة الربانية في كلها والا وكله الله الى نفسه. فاحاط به الفشل وقال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل. قد جعلها ربي الطاق قد يتأخر تأويل الرؤى عشرات السنين. قال ابن عباس كان بين رؤيا يوسف ومصير ابيه واخوته اليه اربعون سنة وخرمو له سجدا الحسود لا يسود. قال الخشيري لما حسدوا يوسف على تقديم ابيهم له لم يرضى سبحانه حتى اقامهم بين يدي يوسف عليه السلام وخروا له سجدا ليعلموا ان الحسود لا يسود. ويقال اطول الناس حزنا من اراد تأخير من قدمه الله او تقديم من اخره الله. فاخوة يوسف عليه السلام ارادوا ان يجعلوه في اسفل الجب فرفعه الله فوق سرير الملك قال الزركشي ولم يذكر خروجه من الجب. مع ان النعمة فيه اعظم لوجهين. احدهما لان لا يستحيي اخوته. والكريم يغضي عن اللون ولا سيما في وقت الصفاء. والثاني لان السجن كان باختياره. فكان الخروج منه اعظم بخلاف الجهد وقنا احسن بي ان اخرجني من السجن الاحسان بالباء يدل على شدة الملازمة والالتصاق. وهذا اقرار من يوسف بان احسان الله لم يفارقه لحظة واحدة فصاحبه في حياته كلها منذ الرؤية التي رآها ثم القائه في البئر وبيعه بثمن بخس وخدمته في بيت العزيز عن فتنة امرأة العزيز وحتى في دخوله السجن الى انصار عزيز مصر. وجمعه الله باسرته. فقوله احسن بي تدل على المحسن وهو الله من المحسن اليه يوسف. بعكس احسن اليك. فتشعر بتباعد ما بين المحسن والمحسن اليه كما يقول الشيخ رشيد رضا. لذا استعملها مع قول حين انكر نعمة الله عليه. فقال واحسنا كما احسن الله اليك ليدل على بعد قارون عن الله فكانت نعم الله عليه استدراجا لا اكرام وجاء بكم من البدو. قال العلامة القاسمي يستدل به على ان الانتقال من البدو نعمة وذلك لما يلحق اهل البادية من الجفاء والبعد عن موارد العلوم وعن رفاهة المدنية ولطف المعاشرة والكمال الانسانية يا ليل من يثني عنانك كيفما اه وكيفما يبغي تكون يا من يوليك بالصباح في حق مبين ان شاكر يا ربك راحة يا مسكنا كل العيون. يا مؤنسا العباد في سحر وقد رفعوا الانين كمرتل الايات عبد حاذر ريب المنون من بعد ان نزع الشيطان بيني وبين اخوتي وصف محاولات قتلهم له بانها نزغات شيطان. نفوس كبيرة من بعد ان نزع الشيطان بيني وبين اخوتي جعل نفسه طرفا في الامر وساوى بين نفسه المجني عليها والجناة مواساة له وتلطفا معه يا بعد ان نزع الشيطان بيني وبين اخوتي بدأ بنفسه وكأنه المذنب. فما ارق مشاعره وانبل اخلاقه ان ربي لطيف بما يشاء لا يلمح نظر الله الا من نظر في حكمة الله. وايقن ان قضاءه كله خير ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث التحدث بنعمة الله مستحب بشرط الا يصاحبه كبر او فخر او رياء. وقد حدث النبي صلى الله عليه وسلم بنعم الله عليه فقال ان لاول الناس تنشق الارض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر. واعطى لواء الحمد ولا فخر انا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر. وانا اول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر. واني اتي باب الجنة اخذ بحلقها وعلمتني من تأويل الاحاديث تواضع يوسف وهو الذي لم تعرض له رؤيا الا اولها. ومع هذا يعلن انه لا يعلم الا بعض علم التأويل. فقوله من للتبعيض وهذا من ادب النبوة اثناء مناجاة الرب العظيم توفني مسلما والحقني بالصالحين هذه اسمى امنيات الانبياء. ومع هذا فلا تخطر على بالك كثير من الخلق توفني مسلما والحقني بالصالحين روي في تفسير البغوي ان يعقوب قال للبشر حين جاءه بقميص يوسف كيف تركت يوسف؟ قال انه ملك مصر. فقال يعقوب ما اصنع بالملك على اي دين تركته؟ قال على دين الاسلام. قال الان تمت النعمة توفني مسلما والحقني بالصالحين هذه دعوة يوسف بعد ان تربى عرش مصر وملك خزائنها دلالة على زهده في الملك وشوقه الى لقاء الرب وايثاره الدار الاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين قال السعدي اي ادم علي الاسلام وثبتني عليه حتى تتوفاني عليه. ولم يكن هذا دعاء باستعجال الموت. ثم قال والحقني الحين من الانبياء الابرار والاصفياء الاخيار والحقني بالصالحين وكأن الصالحين سبقوه وهو يريد اللحاق بهم. فما اعظم هذا التواضع وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون نبأ يوسف غريب لم تكن لتعرفه يا محمد الا بالحضور والمشاهدة او عن طريق الوحي. وبما انك لم تحضره فما هو غير الوحي اخبرك به؟ وليس المراد هنا مجرد ان في حضور النبي صلى الله عليه وسلم مشهد المكر بيوسف فقط بل نفي حضوره سائر المشاهد. لكنه خص مشهد المكر بالذكر لانه اخفى المشاهد واولها وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون قال طاهر بن عاشور وهذه الجملة استخلاص لمواضع العبرة من القصة وفيها منة على النبي صلى الله عليه وسلم. وتعريض بالمشركين تنبيههم لاعجاز القرآن من الجانب العلمي. فان صدور ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم الامي اية كبرى على انه وحي من الله تعالى ولذلك عقب بقوله وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين