ثانيا ودعي التعب. قال تعالى قال ابن عباس مفسرا تنو الشجرة حتى يجتنيها ولي الله ان شاء قائما وان شاء قاعدا وان شاء مضجعا لا يمد يده بعد ولا ويزيدك شوقا اليها مجاهد حين يحلق بنا في قوله. ثمار الجنتين دانية الى افواه بها فيتناولونها متكئين. فاذا اضطجعوا نزلت بازاء افواههم فيتناولونها مضطجعين. وترقب المفاجآت غير المتوقع التي وعدك الله بها في قوله قانون هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها قال صاحب الظلال وهي الوان من النعيم يستوقف النظر منها الى جانب الازواج المطهرة تلك الثمار المتشابهة يخير اليهم انهم رزقوها من قبل. اما ثمار الدنيا التي تشبهها بالاسم او الشكل واما ثمار الجنة التي رزقت من قبل فربما كان في هذا التشابه الظاهري والتنوع الداخلي مزية المفاجأة في كل مرة وهي ترسم جوا من الدعابة الخلوة. والرضا السابغ والتفكه الجميل بتقديم المفاجأة بعد المفاجأة في كل مرة ينكشف التشابه الظاهري عن شيء جديد. وفي هذا يقول سهل الدستوري ليس في الجنة شيء من ولا الية ولا لباس ولا طيب ولا طير ولا شيء من النبات ولا شيء من الفواكه كلها فما في يشبه ذلك الا اتفاق الاسماء فقط. هذا عن الطعام فماذا عن الشراب؟ قال ابو امامة رضي الله عنه ان رجلا من اهل الجنة لا يشتهي الشراب من شراب الجنة فيجيء الابريق فيقع في يده فيشرب ثم يعود الى مكانه. والمراد لن تتعب ابى هناك ولو في تناول كوب او قطف ثمرة. ولانه لا تعب فلا نوم. قال صلى الله عليه وسلم النوم الموت ولا يموت اهل الجنة. وفي رواية ولا ينام اهل الجنة ولانه لا تعب على الاطلاق وصف اهل الجنة حالهم بعد دخولها فقالوا انا صام لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغم وفي الحديث السابق اشارة الى انه لا وقت في الجنة يضيع. ولو كان في نوم. لان النوم يحرم العبد من التلذذ بالنعيم ونعيم الجنة لا ينقطع عن ساكنيها لحظة فكيف ينامون؟ في الحديث اشارة اخرى لطيفة الى مذمة النوم وانه مما ايعصم منه اهل الجنة فان كثرة النوم في الدنيا علامة الاستهتار بالاوقات. وكثرة الخسران