رابعا رابعا ساعة ابوابها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة اربعين عاما. ولا يأتين عليه يوم انه لك ظيوف هذا دلالة على سعة ابواب الجنة. وانها ابواب مفتوحة على الدوام لا تغلق ابدا. جنات عدل مفتحة هم الابواب. وفي تفتيح الابواب لهم اشارة الى تصرفهم وذهابهم وايابهم وتبوأهم في الجنة حيث شاؤوا ودخول الجنة عليهم كل وقت بالتحف والمفاجآت من ربهم. ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت وايضا اشارة الى انها دار امن لا يحتاجون فيها الى غلق الابواب كما كانوا يحتاجون الى ذلك في الدنيا الزحام على ابواب الجنة لهم دلالة على كثرة من يدخلون الجنة. لكن الاماكن محدودة. والاعداد في رح من لدن ادم الى ان يرث الله الارض ومن عليها. فكم سيكون نصيبنا نحن امة محمد من ما قائد الجنة. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم امام الصحابة مبشرا والذي والذي نفسي بيده نفسي بيده ارجو ان تكونوا ربع اهل الجنة. كبر الصحابة فقال ارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة فكبروا فقال ارجو ان تكون نصف اهل الجنة. فكبروا تكبير الصحابة سببه سرورهم بهذه البشارة العظيمة. وقوله صلى الله عليه وسلم ربع اهل الجنة ثم ثلث اهل الجنة ثم الشطر ولم يقل اولا شطر اهل الجنة اي نصف اهل الجنة. فلان ذلك اوقع في نفوسهم وابلغ في اكرامهم فان اعطاء الانسان مرة بعد اخرى دليل على الاعتناء به ودوام ملاحظته. وفيه فائدة الاخرى هي ان تكريره البشارة على اسماعهم مرة بعد اخرى يؤدي الى زيادة سعادتهم مرة من بعد مرة. وفيه ايضا حملهم على تأهيل شكر الله تعالى وتكبيره وحمده على كثرة نعمه وكرمه. لكن هل سنكون وصف اهل الجنة كما كان يرجو رسول الله صلى الله عليه وسلم. والجواب لا. لا الربع ولا الثلث ولا النصف بل اكثر والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجنة عشرون ومئة صف ثمانون منها من هذه الامة واربع من سائر الامم فهذا دليل على ان امتنا ستشكل ثلثي اهل الجنة. فيكون النبي صلى الله عليه وسلم اخبر اولا بحديث الشطر وهو رجاؤه من ربه ثم تفضل الرب سبحانه بالزيادة على هذا. وهو والله تدليل لكل فرد من افراد لهذه الامة وهدية ثمينة مقدمة لها من رب كريم. لم تحظى بها غيرها من الالوف. اول صف هنا هو اول صف هناك. السابقون السابقون السابقون في الدنيا هم السابقون الى الجنة. انت وحدك من تحدد ترتيبك في صفوف الجنة؟ ان تتقدم فيها او تتأخر بحسب عملك على قدر تعبك بذلك سبقك الذين يحتلون الصفوف الاولى في الصلاة في الصدقة في التضحية في اتقاء المحارم في نفع الناس في هداية الخلق اولى صفوف الجنة المنتظرة على ابواب الجنة. سلعة بسلعة وثمنا بثمن. فتح الابواب لماذا؟ من صفات ابواب الجنة انها مفتوحة على الدوام. لماذا؟ لو طلب اليك ان تمكث في افخم قصر في العالم. واهنى نعيم يتصوره عقل بشري لمدة شهر كامل. ثم اردت المغادرة لقضاء حاجة من حوائجك. فوجدت الباب مغلقا. ماذا يكون حالك؟ لابد انك تستشعر الضيق. وانك محبوس ولو كان هذا الحبس في الجنة لكنه في النهاية حبس. فكيف اذا استمر هذا الحبس ابدا؟ في امثال يغور السجن ولو في جنينة. لان الجنة مخلوقة بحيث توصل المرء الى كل ما ينعمه. واقصى ما بل وفوق ذلك ولانها مصنوعة على عين الله ورعايته فقد راعت ادق التفاصيل مثل هذه لذا جاء في وصفها