كل ما تشتهي وخلاصة القول وموجز الكلم ان كل ما ستشتهيه في الجنة من لذائذ حسية ومتع مادية سوف تلقاها بل تلقى اعلى من هو اروع. ودليلي على ذلك ثلاث احاديث اخترتها على طرافتها لتبين ما ننتظرك هناك ان انت اهتديت وعملت ما عليك واتقيت. ماذا مثلا لو اردت التحرك والانتقال في الجنة من مكان الى اخر فكيف يكون ذلك؟ لا احد يعلم ذلك تحديدا. فلعل ذلك يتم في لحظة واحدة او اقل كما فعل الذي عنده علم من الكتاب حين نقل عرش بلقيس قبل ان يرتد طرف نبينا اليه. وهذا في الدنيا التي لا تساوي ذرة بجوار الاخرة. فكيف تكون سرعة الانتقال في الجنة اذا؟ او لعلك تحب ان تجرب وسيلة اخرى ان كنت من عشاق احدث انواع السيارات وتتابع اخبار الطائرات التي هي اسرع من الصوت او البرق. لذا لا ينصح امثالك بركوب دابة من دواب الجنة التي لا تشترك مع دواب الدنيا الا في الاسم. لكنها خلق اخر وهو ما حدث مثلا مع عبدالرحمن بن سعيد رضي الله عنه. حين قال كنت احب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خير؟ فقال ان ادخلك الله الجنة يا عبدالرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت له جناحان تطير بك حيث اشياء في حديث اخر ان رجلا اخر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها فقال يا رسول الله هل في الجنة من ابل فلم يقل له ما قال لصاحبه بل اوصد الباب في وجه كل من اراد ان يسأل بان يفتح له باب الامنيات طائلة ان يدخلك الله الجنة يكن لك فيها. ما اشتهت نفسه ولذت عينه الحديث الثاني الذي اخترته لكم هو قوله صلى الله عليه وسلم ان رجلا ان رجلا من اهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له الست فيما شئت؟ قال بلى. ولكن احب ان وان ازر فبذر فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان امثال الجبال. فيقول الله دونك يا ابن ادم فانه لا يشبعك شيء هذا مما سيحدث في الاخرة. واخبر به النبي صلى الله عليه وسلم الذي طوى الله له الزمان والمكان فرأى ما وراء العالم المنظور واخبر الحديث عن الامر المستقبل بلفظ الماضي لانه واقع لا محالة. خص عن رجل تمنى امنية في الجنة قد توصف بانها سخيفة. فقد تمنى الزرع وهو وسط جنات لا حصر لها. ومع ذلك حقق الله له ما اراد واعطاه البذر فبذر. وفي اقل من طرفة عين نمى البذر وعلا وصار امثال الجبال الشامخات فنال العبد ما اراد وتمنى. ثالث حديث المؤمن اذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي وهي مزية اختيارية لمن ارادها. فلعله هذا المؤمن حرم الولد في الدنيا وتقطع قلبه هو امرأته سعيا وراءه دون جدوى وفي الجنة تحقق له ما عجز عنه وتمناه. ولذا لما سئل ابن عباس افي جنة ولد قال ان شاء لكن هل يقف الامر على حدود ما شاءه العبد وتمناه فحسب؟ كلا بل يتفضل الله عليه بفوق ما تخيله وتمنى. وليس ذلك لاحد اهل الجنة منزلة بل منزلة نعم والله فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ادنى مقعد احدكم من الجنة ان يقول له تمنى فيتمنى ويتمنى يقول له هل تمنيت؟ فيقول نعم. فيقول له فان لك ما تمنيت ومثله معه قال ضرار ابن الازور لخالد ابن الوليد بعد معركة من معاركه في الشام. ايها الامير دعني انا احمل على القوم حتى تستريح انت. فقال يا ضرار الراحة في الجنة غدا