اثنان اثنان اللحظة الحرجة قد تضيع منك الجنة من جراء لحظة واحدة. وذلك حين ينصب الميزان امام عينيك يوم القيامة. وترجح كفة سيئاتك عن كفة حسناتك بسيئة واحدة او بضع سيئات ولما فهم عيسى البسطاني هذا اعد هذه المعادلة التجارية لكل تجار الاخرة وعشاق الاجلة ان الليل والنهار رأس مال المؤمن ربحها الجنة وخسرانها النار لذا ارسلها لك روح بن مدرك من على المنبر مباشرة الى قلبك. يستفزك الى سرعة الاستجابة فورية الانطلاق قائلا الان قبل ان تسقم فتضنى وتهرم فتفنى ثم تموت فتنسى ثم تقبر فتبلى ثم تبعث فتحي ثم تحضر فتدعى ثم توقف فتجزى بما قدمت وامضيت واذهبت فافنيت من موبقات سيئاتك ومتلفات شهواتك. فالان الان انا وانتم سالمون. وكيف لا تكفيك اخي انهار ثلاثة لتطهيرك. قال ابن القيم فلاهل الذنوب ثلاثة انهار عظام يتطهرون بها في الدنيا. فان لم تفي بطهرهم طهروا في نهر الجحيم يوم القيامة نهر التوبة النصوح ونهر الحسنات المستغرقة للاوزار المحيطة بها. ونهر المصائب العظيمة المكفرة فاذا اراد الله بعبده خيرا ادخله احد هذه الانهار الثلاثة. فورد القيامة طيبا طاهرا فلم يحتج الى التطهير الرابع. وعندها فوات الجنة. وهو ما يجعلك تدرك قيمة في صفقة كهذه وان اللحظة الواحدة قد تكون سببا في النجاة او الهلاك. ومن هنا كان من يشكو الفراغ اليوم في غفلة عظيمة. لانه لا يعلم قدر السلعة الضائعة. او ربما لم يسمع بها اصلا. لذا غاب هذه الصفقة وما علم ان مهر ليلى عرق والم وبذل وعمل