ثلاثة. ثلاثة. ثلاثة. عجائب. عجائب. عجائب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما رأيت مثل النار مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها لو لم يخلق الله الجنة والنار وطلب من الناس عبادته لانه هو الذي خلق ورزق لكان ذلك من تمام الحق الالهي. لكن ان الله مع ذلك خلق الجنة كرما منه مكافأة لمن اطاعه. ولم يكتف بذلك بل بعث الايات التي تسهب في وصفها في كتاب بها. وابانا النبي صلى الله عليه وسلم في كلامه من اوصاف الجنة ما قطع حجة كل بليد من ابوابها وشجرها وترابها ونسائها وخدمها وحليها ولباسها وطعامها وشرابها وقصورها. وما كان اغناه عن كل هذا لو ان الناس علموا قدر الرب وفضله. لكنه تشويق النفس الضعيفة وترغيبها. افتذهب هذه الايات والاحاديث سدد ولا تجد لها اثرا او تلهب عاشقا او يكون الامر كما قال الفضيل ابن عياض ما حليت الجنة كما حليت لهذه الامة. ثم لا ترى لها عاشقة انه شيء عجيب حق قلب ان يزهد الانسان في وعد الخالق الذي ارسل رسله تترا تشوق وترغب في الجنة ويرقد على وعد مخلوق قد يكذب وينكص عن الوفاء بوعده. حتى وان وفى. فماذا يبلغ وعده بجوار وعد الله بالجنة؟ لو وعده مديره بترقية وشيكة على ان يصل الليل بالنهار ويهجر اهله والدار ويرمي بنفسه في اتون النار وفي المقابل بضعة الوف من جنيهات زائدة ومتع الاخرى كاسدة لبذل وما تردد. فكيف بوعد الكبير المتعال الذي لا يخلف الميعاد وفي مقابل جنة عرضها السماوات والارض. كيف لا تبذل في سبيله ما تستطيع؟ كيف لا تخاف ان تنالك اقدح خسارة. كيف تهنأ بنوم وتستلذ برقاد اسهو ام عناد؟ بل والله لو هذا كفالم او هددك طاغية ان لم تفعل ليفعلن بك ويفعلن لهربت من بطشه بطاعته وخلصت من سخطه بانفاذ امره وخدمته. فمالك اذعنت لعبد اذ عانا ما اذعنته يوما لربك. وخضعت لجبروت بشر ولم تخضع لجبروت رب البشر. فالله احق ان تخشاه. اخي اعمل للجنة اما شوقا الى نعيمها ان كنت من عشاق الترغيب او حتى خوفا من ضياعها ان كنت من انصار الترهيب. ورحم الله يحيى بن معاذ رائدة هذه المدرسة حين قالها مسكين ابن ادم لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة قال حاتم الزاهد الزم خدمة مولاك تأتيك الدنيا راغمة والجنة عاشقة