خمسة الاماكن محدودة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احضروا الجمعة وادنو من الامام فان الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وان دخل. اخي لا يكون التنافس الا في النفائس. ولا انفس من الجنة. فمن لم يبذل في سبيلها انفس الانفاس شكى يوم الحساب مرارة الافلاس. عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اوتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الاشياخ. فقال للغلام اتأذن لي ان اعطي هؤلاء فقال الغلام لا والله يا رسول الله. لا اوثر بنصيبي منك احدا. فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده ومعنى تله دفعه اليه ووضعه في يده. والغلام هو ابن عباس او الفضل. وهذا حديث يدل على انه لا يجوز الايثار بالاجر الاخروي لكبير او صغير. ولا يكون التنافس الا عند خوف فوات خير او منزلة. وهو ما قاله ابو حامد الغزالي ضاربا لنا مثلا جميلا. وانما المسابقة عند خوف الفوت وهو كالعبدين يتسابقان الى خدمة مولاهما. اذ يجزع كل واحد ان يسبقه صاحبه فيحظى عند مولاه بمنزلة لا يحظى هو بها. وعلى هذا رأينا سعد بن خيثمة بن الحارث. احد قبائل الانصار رضي الله عنهم لما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس الى بدر قال له ابوه لابد لاحدنا ان يقيم فاثرني بالخروج. واقم مع نسائك. فابى سعد وقال لو كان الجنة اثرتك به. اني لارجو الشهادة في وجهي هذا. فاستهم فخرج سهم سعد فخرج فقتل ببدر. ولحق به ابوه بعدها بعام حين استشهد في احد. ورأينا عمرو بن الجموح الاعرج يمنعه بنوه من الخروج لعذره. فابى الا مسابقتهم الى الموت او بالاحرى الى الحياة. قائل هيهات منعتموني الجنة ببدر وتمنعونيها باحد. ورأى النبي صلى الله عليه وسلم شدة شوقه للجنة فاذن له قائلا لا تمنعوه لعل الله عز وجل يرزقه الشهادة فتركوه وعندها قالت امرأته فكأني انظر اليه موليا قد اخذ درقته وهو يقول اللهم لا تردني الى حزبي وهي منازل بني سلمة فقتل هو وابنه خلاد. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان شهيدا مخاطبا اياه كأني اراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة. وورث الصحابة وهذا المعنى الى من لم يشهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كي يعرفوا الاجيال بعدهم. كيف كان التنافس على عهده هذا حذيفة بن اليمان وكان اميرا على المدائن يصعد المنبر ويخطب اهلها قائلا الا وان الدنيا قد اذنت بفراق انا وان اليوم المضمار وغدا السباق. يعني بالسباق من سبق الى الجنة. هذا بين جموع الاجيال وليس بالضرورة ان يكون بين ابناء الجيل الواحد. ولذا لما سئل عبدالله بن المبارك من جالس بخراسان قال اجالس شعبة وسفيان. قال ابو داوود يعني انظر في كتبه