ستة ستة الجنة والا في النار كان هارون الرشيد من اورع الخلفاء واكثرهم خشية لله. وكان يطرق باب العلماء. يلتمس النصيحة والعظات فمنهم من يقبله. ومنهم من يرده. مما جرى من وعظه ما جرى بين يحيى بن خالد البرمكي وواعظ بن رشيد بن السمك حيث قال له اذا دخلت على هارون امير المؤمنين فاوجز ولا تكثر عليه فلما دخل عليه وقام بين يديه قال يا امير المؤمنين ان لك بين يدي الله تعالى مقاما. وان لك من مقامك منصرفا فانظر الى اين منصرفك. الى الجنة ام الى النار؟ فبكى هارون حتى كاد ان يموت نفس الوصية نطق بها يزيد الرقاشي لما دخل على عمر بن عبدالعزيز وسأله الموعظة فقال يا امير المؤمنين اعلم ما انت اول خليفة يموت. فبكى عمر وقال زدني يا يزيد. فقال يا امير ليس بينك وبين ادم الا اب ميت فبكى وقال زدني يا يزيد. فقال يا امير المؤمنين ليس بينك وبين الموت موعد. فبكى وقال زدني يا يزيد. فقال يا امير المؤمنين ليس بين الجنة والنار منزل فسقط مغشيا عليه. اخيه ليس هناك من منزلة ثالثة بين المنزلتين وكل خطوة تبعدك عن الجنة تدنيك من النار. والكل مشغول في هذه الدنيا على السعي والحركة. فان لم تسعى جنة قادتك رجلاك ولابد الى النار. والسعي واقع لا محالة. لكن شتان ما بين سعي وسعي بين من يكد ويتعب في سبيل الجنة ومن يكد ويتعب في سبيل جهنم وبين من يسير الى الجنة بخطى ثابتة ومن يخطو الى الهاوية بخطى واثقة كلهم يسعى. والفارق وللدبور والبازي جميعا لدى الطيران اجنحة وخفق ولكن بينما يصطاد بازل وما يصطاده الدبور فرق. ورسول الله علمنا قبل اي شعر او موعظة كل الناس يغدوه. فبائع نفسه فمعتقها او موبقها قال محمد بن سيرين ما حسدت احدا على شيء من الدنيا. ان كان من اهل الجنة فكيف احسده على شيء من الدنيا وهو يصير الى الجنة وان كان من اهل النار فكيف احسده على شيء من الدنيا وهو صائر الى النار