الحادي عشر الحادي عشر الحادي عشر في قافلة الاوائل. قافلة الاوائل. وكيف لا تقتدي بنبيك صلى الله عليه وسلم في سبقه وفضله وانت مأمور بالاقتداء به في كل شأنه وهو الاعلى صلى الله عليه وسلم في كل فضيلة. والذي لم يأت ثانيا في اي محمودة قط. وهو الذي علمك صدارة ولا قلق السبق سلوكا وعملا حين قال انا سيد ولد ادم واول من تنشق عنه الارض واول اول شافع واول مشفع وقال صلى الله عليه وسلم انا اول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة وانا اول من يؤذن له ان يرفع رأسه ثم هو يغري اصحابه بالسبق دوما ويغرس فيهم الطموح المستحب والتطلع اللذيذ. فيقول لهم يوما اول جيش من امتي يغزون البحر قد اوجبوا ثم قال اول جيش من امتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم وقد اوجب الله على نفسه ان يدخل هذه الطائفة الجنة تفضلا منه وتدليلا لعباده وتشريفا لهم. والا فلا ويلزم ربنا شيء حاشاه. ولعل سبب هذا التشريف ما في مبادرتهم من تضحية عظيمة ومخاطر جسيمة حيث كان العرب على شجاعتهم وجرأتهم يخشون البحر ويرون ركوبه اعظم مخاطرة واخوف المجهول. هذا ان ركبه مسافرا امنا فكيف بمن ركبه ليلقى عدوه فيه؟ فاذا علمت انه ليس اي عدو بل اعظم قوة عسكرية في ذلك الحين وهم الروم. فاذا انضم لذلك انه لم يسبق لاحد من العرب ان غزى هؤلاء في بلادهم دارهم وهم بها ادرى وبقتالها اخبر. اذا لعلمت هول الامر وشدته. ولهذا جاءت جائزة تحفيزية لهؤلاء الاوائل على قتل التضحيات التي لم يسبقهم اليها احد. الجنة ولا اغلى قطار السابقين. وركب الصحابة قطار الاوائل. وحجزوا مقاعدهم المباركة فيه. فاحرزوا مالا نافعة غير المسبوقة فابو بكر رضي الله عنه مع كونه اول من اسلم من الرجال كان اول خطيب دعا تالله جهارا واول من جمع القرآن. والفاروق رضي الله عنه. اول من ارخ من الهجرة. واول ان وضع الدواوين واول من انشأ بيت المال واول من عس في عمله ليتفقد الرعية بالليل غير ذلك كثير وذو النورين عثمان رضي الله عنه اول من هاجر لاهله من المسلمين. واول من انشأ اسطولا بحريا الزبير بن عوام رضي الله عنه اول من شهر سيفا في سبيل الله والارقم ابن ابي الارقم رضي الله عنه اول من بذل داره للدعوة وفتحها على مصراعيها لخير عصبة عرفها التاريخ. وغيرهم وغيرهم. هذا والاوائل فاين ابداعك؟ وثلة القلائل لا يقصر عنها باعك او يضيق ذراعك. واندفع نحوهم يثير حميتك حرصك ان تحرز في دنياك السبق الى الطاعات وانتصابك في القدوات ورجائك مقابل ذلك في الاخرة الفخر والزهو انك من اوائل من يقرع ابواب الجنات. قد تنصر دينك بعمل صالح في ارض مجدبة لم يصلها غيث الدعوة فكيف لو كان هذا العمل الدعوي مبدعا؟ وعلى غير سابق مثال. قد تحيي فكرة مبتكرة يأوي بها بها الشباب الى ظل ايماني وارث. ويتجمع تحت رايتها التائهون. فتغيظ بذلك المفسدين. وتسعد رب العالمين قد تحيي سنة هجرت وتقيم شعيرة وأدت في بيئة انسلخت من دينها وحادت عن نهج نبيها يستغرقك الحزن على محن امتنا وحال غزتنا فينقدح زناد فكرك وتتطاير معه شرارة عزمك لتسفر عن فتح عظيم النفع وفير بركة. فلتكن من اليوم مهموما بهذا الهم النبيل. ولتتغير محتويات قلبك وكيمياؤك ومشاعرك رغدا وراء هذا الركب الجليل. لتخرج فكرة تكون هي الاولى من نوعها او الاولى في مكانها لتكون السابق لغيرك في مدينتك او قريتك او جامعتك او عشرتك. للاسف للاسف للاسف تأخرت قال يحيى ابن معاذ يا ابن ادم دعاك ربك الى دار السلام فانظر من اين تجيب ان اجبته من دنياك دخلتها. وان اجبته من قبرك منعتها. فهل تتأخر اجابتك فتخسر خسارة الابد ام تنتشل نفسك من غفلتها وتثب وثبة الاسد. ان الدقيقة الواحدة قد تكون مفارقة بين الجنة والنار بين الربح والخسارة بين الهناء والشقاء فاجعل عملك واشغل وقتك في اجابة الجنة ولا تتأخر فتكون من الهالكين