الفصل الرابع عشاق ليلى عن محمد بن ابي عميرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان رجلا خر على وجهه من يوم ولد الى يوم يموت حرما في طاعة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم. ولود انه رد الى الدنيا كي ما يزداد من الاجر والثواب مرد احتقار ما قدموه الى امرين. الاول انهم حين يرون ثواب الاعمال يحتقرون ما بذلوه بجوار ما عاينوه فلو ان احدنا مثلا ضرب بماله في تجارة ودفع فيها من رأس ماله فجاءته الارباح الف ضعف مثلا لتحسر انه لم يخرج ما له كله في هذه الصفقة. فكيف والاجر هناك؟ اكبر من ان يحيط به عقل الثاني ان ذلك حاصل لما يرونه من هول ذلك اليوم الذي يود المرء فيه ان يفتدي نفسه باي ثمن. ومثال ذلك انك لو دخلت امتحانا مثلا ففوجئت باكثر الطلبة اجتهادا واشدهم ذكاء. وجدته شديد الخوف والهلع وانت دونهم في التحصيل والجهد بكثير. فكيف يكون شعورك حينها؟ وهكذا الامر يوم القيامة. ياتي اشد عباد لله اجتهادا وطاعة وهم الانبياء يقولون اللهم سلم اللهم سلم. وحين يسألهم الناس الشفاعة ينصرف كل منهم الى نفسه قائما اذا نفسي نفسي فاي هول شاهدوه واي خطر خافوه. اخوتاه الجنة اليوم مع عروضة في سوق الطلب لا يستحقها من زهد فيها. ولا يبصر جمالها من انشغل عنها. لا تأسى على من باعها ولا تدرك من ابطأ عنها. والله ونبيه يدعوان اليها صباح مساء. في قرآن وسنة. ومعظم الناس عنها ورب خصلة واحدة من خصال الخير كانت سببا في دخول صاحبها الجنة. ليس لصاحبها الا ان يداوم عليها فحسب واسمعوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يدين الناس فيقول لرسوله خذ ما تيسر واترك ما عسر. وتجاوز لعل الله ان يتجاوز عنا ما هلك؟ قال الله. قال الله. هل عملت خيرا قط؟ قال لا. الا انه كان لي غلام. وكنت اداين فاذا بعثتهم يتقاضوا قلت له خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله ان يتجاوز عنا. قال الله قد تجاوزت عنك بل حتى لو لم يداوم العبد على هذه الخصلة. وكان عمل الخير منه طفرة. فرد فعل واحد وليس عادة مستمرة كان سببا في فوز صاحبه. والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء انه حكيم عليم. واليكم البشارة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق. اما كان في شجرة مقطعة فالقاه واما كان موضوعا فاماطه فشكر الله له بها فادخله الجنة قال ابو اسحاق الرقاشي كتب الي اخي من مكة. يا اخي ان كنت تصدقت بما ما مضى من عمرك على الدنيا وهو الاكثر فتصدق بما بقي من عمرك على الاخرة وهو الاقل. اخي ليلى منك كل هذا القرب وانت عنها معرض؟ الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله ليلى تشتاقك اكثر مما تشتاق اليها. فما هذه السمجة؟ ما كان الله ليحملنا ما لا نطيق. ولكن دون ليلة سلم لا تستطيع صعوده ويداك في جيبيك. فلابد اذا من عمل