ثلاثة ثلاثة دعاء السوء. دعاء السوء. قال صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فقال لا اله الا الله وحده لا لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له الف الف بحسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفع له الف الف درجة. وبنى له بيتا في الجنة وهكذا كان يفعل محمد ابن سيرين الذي وصفوه بقولهم كان بالليل بكاءا نائحا وبالنهار بساما سائحا. فعن موسى للمغيرة قال رأيت محمدا نسيري يدخل السوق نصف النهار يكبر ويسبح ويذكر الله تعالى فقال له رجل يا ابا بكر في هذه الساعة قال انها ساعة غفلة. وبلغ من قوة ايمانه وحياة قلبه ان قبس الناس منه وقلدوه بعد ان ايقظهم اهون. قال ابو عوينة رأيت محمد ابن سيرين في السوق فما رآه احد الا ذكر الله تعالى. وسر ارتباط هذا الدعاء بالثواب العظيم ومنه دخول الجنة انه ذكر وسط الغافلين. فالذاكر هنا سابح ضد التيار. لم تصرفه وجيوش الغفلة عن ذكر ربه. ولم يفلح الشيطان في ظمه لحزبه عن طريق جنده. مما يدل على رسوخ الايمان في قلبه وسبب اخر لفضل الذكر في الغفلة يحكيه ابن رجب الحنبلي انه اشق على النفس. وافضل الاعمال اشقها على النفوس وسبب ذلك ان النفوس تتأسى بما تشاهد من احوال ابناء الجنس. فاذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر اهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات. واذا كثرت الغفلات واهلها تأسى بهم عموم الناس. فيشق على المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها. ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم للعامل منهم اجر خمسين منكم. انكم تجدون على الحق اعوانا ولا يجدون. ولا يجدون. وقال بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. وقال العبادة في الهرج كهجرة هجرة وقد برزت قيمة الذكر في الغفلة في مواطن كثيرة. منها صيام النبي صلى الله عليه وسلم لشعبان دون غيره من الشهور لانه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان. ومنها ما كان في طائفة من السلف يستحبون احياء ما بين العشاءين بالصلاة قائلين هي ساعة غفلة. ومنها القيام في جوف الليل المشمول بالغفلة عند اكثر الناس. لقول النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الاخر فان استطعت ان تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ومنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد ان يؤخر العشاء الى نصف الليل وعلل ترك ذلك لخشية ان يشق على الناس ولما خرج على اصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء قال انكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها اهل دين غيركم ولولا ان يثقل على امتي لصليت بهم هذه الساعة ومنها فضل العبادة في الغفلة. قال صلى الله عليه وسلم عبادة في الهرج والفتنة كهجرة اليه الى