تسعة تسعة فضل الله لا فضلك. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة احد الا برحمة الله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته وقال بيده فوق رأسه. واذا كان الناس كلهم لا يدخلون الجنة الا برحمة الله فوجه تخصيص رسول الله الذكر هو انه اذا كان مقطوع النوم انه لا يدخل الجنة الا برحمة ربه فغيره يكون في ذلك بطريق الاولى لكن كيف الجمع بين ذلك وبين قوله اورثتموها بما كنتم تعملون والجواب ليس جوابا واحدا. بل اربع اجابات جاءت على لسان ابن الجوزي. كرما منه فياضا وجودا غامرا حيث قال الاول ان التوفيق للعمل من رحمة الله ولولا رحمة الله السابقة ما حصل الايمان ولا الطاعة التي يحصل بها النجاة. الثاني ان منافع العبد لسيده. فعمله مستحق لمولاه. فمهم ما انعم عليه من الجزاء فهو من فضله. الثالث جاء في بعض الاحاديث ان نفس دخول الجنة برحمة الله واقتسام الدرجات بالاعمال. الرابع ان اعمال الطاعات كانت في زمن يسير. والثواب لا ينفد انعام الذي لا ينفذ في جزاء ما ينفد هو بالفضل لا بمقابلة الاعمال. اخي خلق الله فيك حب الطاعات ولولا فضله عليك ما ابقيت. ولولا فضله عليك ما اقبلت عليه ولا اهتديت. ومع هذا اعطاك اجر الهداية وثمن الاقبال. ومن هنا لامح ابن عطاء. هذا المعنى النوراني فصاغه حروفا مضيئة حين قال من فضله عليك ان خلق فيك ونسب اليك. واسمعوا هذا الحديث العجيب الذي يبين ان لنا في الجنة لم يشاركونا معيشتنا في الدنيا بل ولم يقدموا فيها ذرة من عمل صالح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا اخر فيسكنهم في قبور الجنة وهذا الفضل من الجنة هو مساكن خالية فيها من السكان. بعد ان سكنها اهلها ومستحقوها. فيخلق الله خلقا اذا يسكن هذه الزيادة منها. ومن هنا ذهب الامام النووي الى هذه الحقيقة. هذا دليل لاهل السنة على ان الثواب ليس متوقفا على الاعمال فان هؤلاء يخلقون حينئذ ويعطون في الجنة وما يعطون بغير عمل. ومثله امر الاطفال والمجانين الذين لم يعملوا طاعة قط وكلهم في الجنة برحمة الله تعالى وفضله. وموعظة ليحيى ابن معاذ نختم بها الحديث مسكين ابن ادم جسم معيب وقلب معيب ويحتاج ان يستخرج من نعيم في بين عملا لعب فيه. قيل لمكهول. يا ابا عبدالله تحب الجنة؟ قال ومن لا يحب ابو الجنة. قال فاحب الموت فانك لن ترى الجنة. او لن تدخل الجنة حتى تموت قاب السلة الواحدة. لا تضع البيض كله في سنة واحدة. هكذا علمتنا قوانين التجارة والمعاملات دنيوية والغافل عن الجنة وضع البيض كله في سلة الدنيا. والزمن للاسف ليس في صالحه. فكلما تقدم به العمر ضعفت قوته. وبالتالي قلت قدرته على الاستمتاع بملاذ الحياة. لذا فهو في قلق عميق من الغيب وخوف مستمر من المستقبل. بعكس المؤمن الذي خطب الجنة. كلما امتد العمر اقترب من سعادته المطلقة ودنى موعد عرسه المقترب. وشتان بين انسان يتمنى لقاء الله واخر ينخلع قلبه وفؤاده من مجرد ذكر كلمة موت