سابعا سابعا حسن الخلق. حسن الخلق. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنة جنة فقال تقوى الله تقوى الله وحسن الخلق اخي العاشق كلما كمل ايمانك كلما علا في الجنة مقامك. ولا يكون ايمانك كاملا الا بالخلق الحسن. فاكمل المؤمنين ايمانا احسنهم اخلاقا ومن جوامع كريم القرآن في حسن الخلق ما جمع الله عز وجل من المعاني الجمة في الالفاظ القريبة في قوله خذ العفو وأمه بالعنف واعرض عن الجاهلين حتى قال جعفر بن محمد في هذه الاية امر الله نبيه بمكارم الاخلاق. وليس في القرآن اية اجمع بمكارم اخلاقي منها. حقيقة الاخذ تناول الشيء للانتفاع به. واستعمل هنا مجازا للتعبير عن اختيار فعل من بين افعال عديدة لو شاء العبد لاختارها. فمعنى خذ العفو اي عامل به ولا تتلبس بضده والعفو الصفح عن ذنب مذنب وعدم مؤاخذته به. وهو مأخوذ من قولهم عفت الريح اثار الاقدام اي محتها. وقد عمت الاية صور العفو كلها. لان التعريف في العفو تعريف الجنس فهو مفيد للاستغراق. وامر بالعرف والعرف اسم مراد للمعروف من الاعمال والامر يشمل النهي عن الضد. فان الامر بالمعروف نهي عن المنكر. فالاكتفاء بذكر الاب الامر بالمعروف دون ذكر النهي عن المنكر من ابلغ الايجاز. والتعريف بالعرف كالتعريف في العفو. يفيد الاستغراق وحذف الله المأمور بالعرف ليفيد عموم المأمورين. واعرض عن الجاهلين. والاعراض ادارة الوجه عن النظر للشيء. فان الذي يلتفت لا ينظر الى الشيء الذي امامه. وهي استعارة مفادها عدم رد الاساءة بمثلها. حيث شبه عدم المؤاخذة الاساءة بعدم الالتفات لكونه لا يترتب عليه اثر العلم به. لان العلم بالشيء يترتب عليه المؤاخذة عليه ولابد. وهي على نفسية غالية وهمة عالية لا تستفزها الصغائر ولا تنال منها الاساءات بالجاهلين السفهاء. لان التعريف فيه للاستغراق. واعظم الجهل هو الشرك بالله. واراد الحسن توضيح الاية وشرحها بكلمات اكثر فقال حقيقة حسن الخلق بابن المعروف وكف الاذى وطلاقة الوجه. لكن ابا حامد الغزالي خالفه الرأي في مفهوم حسن الخلق وارتباطه بكف الاذى حين قال وليس حسن الخلق كف الاذى بل احتمال الاذى بل زاد عليهما يوسف بن اصبع علامات وامارات لحسن الخلق تفصيلا وابانة حتى عد منها عشرة في قوله علامة حسن الخلق عشر خصال. قلة الخلاف وحسن الانصاف ترك طلب العثرات وتحسين ما يبدو من السيئات والتماس المعذرة واحتمال الاذى. والرجوع بالملامة على النفس والتفرد بمعرفة عيوب النفس دون عيوب غيره وطلاقة الوجه للصغير والكبير. ولطف الكلام لمن دونه ولمن فوقه. السوق السوق والسوء والسوء. واكثر ما تسوء اخلاق الناس عند التعامل بالدينار والدرهم. ولهذا كانت كلمة السوق والسوق متآخيتين لفظا ومعنى. ولذا وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسنت اخلاقه في السوء وبدخول الجنة فقال ادخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومختفيا قال ابن حجر وفيه الحض على السماحة في المعاملة. واستعمال معاني الاخلاق وترك المشاحة. والحض على ترك للتضييق على الناس في المطالبة واخذ العفو منهم. وفي هذا اشارة اذا كان هذا الغفران في مجرد المساهلة فما بالك بمن تصدق واطعم جياع وكسا العراة وحسن الخلق منه ما هو غريزة ومنه ما يكتسب بالتخلق والاقتداء بغيره. وعشاق الجنة اليوم لا يتأخرون عن بضاعة هي اكثر ما يدخل الناس الجنة. فيتخلقون بالخلق الكريم والسلوك القوي. كان ابو مسلم الخولاني يقول ولو رأيت الجنة عيانا ما كان عندي مستزاد