واخيرا شهادة الناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن رآني وامن بي مرآة وطوبى لمن؟ لمن؟ لم يرني وامن بي سبع مرات وكان سفيان ابن عيينة يقول تفسير هذا الحديث وما كان مثله في كتاب الله وهو قوله وكيف تكفرون وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم وتتكرر البشارة مرة ثانية في قوله صلى الله عليه وسلم يوشك ان تعرفوا اهل الجنة من اهل النار قالوا بما ذاك يا رسول الله؟ قال قال بالثناء الحسن والثناء السيء. انتم شهداء الله بعضكم على بعض وسورة الثناء الحسن او الثناء السيء. وطريقة تحققهما وردت بالتفصيل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم اهل الجنة من ملأ الله اذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسير. واهل النار من ملأ اذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع وهو يشعر قال الامام المنوي فان كنت ما فائدة قوله وهو يسمع بعد قوله ملأ الله اذنيه قلت قد قالوا فائدته الايمان الى ان ما اتصف به من الخير والشر بلغ من الاشتهار مبلغا عظيما. بحيث لا يتوجه الى محله ولا يجلس بمكان الا ويسمع الناس يصفونه بذلك. فلم تمتلئ اذنيه من معه ذلك بالواسطة والابلاغ بل بالسماع المستفيض المتواتر. وليس مدح البشر فحسب بل ومدح الملائكة. ففي الحديث ان لله تعالى ملائكة في الارض تنطق على السنة بني ادم بما في للمرء من الخير والشر ودل هذا الحديث على ان شهادة الخلق هي نوع الهام من الملائكة. وكأن الملائكة تركب السنتها على السنة بني ادم وهذا الثناء المتواتر من البشر والملائكة يدل على صفاء السريرة وطيب الباطن ولابد. والامر كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال كالوعاء اذا طاب اسفله طاب اعلاه. واذا فسد اسفله فسد اعلاه واسفل ما في الوعاء غير مرئي. واعلاه مشاهد. والقصد بالتشبيه ان الظاهر عدوان الباطن. ومن طابت طابت علانيته. فاذا اقترن العمل الصالح الظاهر بالاخلاص الباطن اشرقت انوار الطاعات على الجوارح فاضاءت الطريق بعكس ما اذا اقترن برياء واعجاب وكبر وخيلاء فان ذلك يكسبه ظلمة تجعل الناس يفرون منه