النوع الثاني الذكر الكثير. ضع نصب عينيك ان الذكر يتنوع والى ذلك اشار ابن ابن القيم في كتابه القيم الوابل الصيب. فاخبر ان الذكر نوعان رئيسان. احدهما ذكر اسماء الرب تبارك وتعالى وصفاته والثناء عليه بهما. وهذا ايضا نوعان. احدهما انشاء الثناء عليه بها من ذاكر وافضل هذا النوم اجمعه للثناء واعمه. نحن سبحان الله عدد خلقه. فهذا افضل من مجرد سبحان الله كما في حديث جويرية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها لقد قلت بعدك اربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن. سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كل وقولك الحمدلله عدد ما خلق افضل من مجرد قولك الحمدلله. فعن ابي امامة الباهلي رضي الله عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه فقال ماذا تقول يا ابا امامة؟ فقال اذكر ربي. قال الا اخبرك افضل او اكثر من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل ان تقول سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الارض والسماء. سبحان الله ملء ما في السماء والارض. سبحان الله ملء ما خلق. سبحان الله عدد ما احصى وسبحان الله ملء كل شيء وتقول الحمد لله مثل ذلك الثاني الاخبار عن الرب تعالى بما تقتضيه اسماؤه وصفاته وذلك نحو قولك الله عز وجل يسمع عباده ويرى حركاتهم ولا تخفى عليه خافية من اعمالهم وهو ارحم بهم من ابائهم وامهاتهم وهو على كل شيء قدير وهو افرح توبة عبده من الفاقد راحلته ونحو ذلك. وافضل هذا النوع الثناء عليه بما اثنى به على نفسه وبما اثنى به رسول الله صلى الله عليه وسلم. النوع الثاني من الذكر ذكر امره ونهيه. وهو ايضا نوعان الاول ذكره بذلك اخبارا عنه. اي امر بكذا ونهى عن كذا واحب كذا وسخط كذا ورضي كذا الثاني ذكره عند امره فيبادر اليه وعند دهيه فيهرب منه. ومن ذكره ذكر وانعامه واحسانه واياده ومواقع فضله على عبيده. فهذه خمسة انواع والاكثار من هذه الانواع كلها تؤدي ولابد الى الخاتمة الذكرية الحسنة كما اخبر بذلك معاذ ابن جبل حيث قال ان اخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قلت اي الاعمال احب الى الله قال ان تموت ولسانك رطب من ذكر الله واعلى ذكر يختم العبد به حياته واشرفه واثقله كلمة التوحيد من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة وهل كان هذا الا ثمرة المداومة والكثرة فداوم على الذكر والا حرمت الجنة ايها العاشق من نسائم الاشواق. عن ام سعد بنت سعد بن الربيع رضي الله عنه. وقد استشهد في غزوة بدر. انها دخلت على ابي بكر الصديق رضي الله عنه فالقى لها ثوبه حتى جلست عليه. فدخل عمر ابن الخطاب فسأله فقال هذه ابنة من هو خير مني ومنك قال ومن هو يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال رجل قبض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوأ مقعده من الجنة وبقيت انا وانت