ثانيا الصلاة قال صلى الله عليه وسلم خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهم كان له عند الله عهد ان يدخله الجنة ومن لم يأتي بهن فليس له عند الله عهد. ان شاء عذبه. وان شاء ادخله الجنة وقال صلى الله عليه وسلم من صلى البردين دخل الجنة ولان الله رحيم بنا فامام كل عبادة شاقة اغرانا بالجنة. لننتصر على ضعف نفوسنا ونقاوم ضراوة هواءنا لكن لما خص بالذكر البردين الصبح والعصر؟ لان صلاة الفجر فيها انتزاع الجسد من لذة المنام ودفء الفراش الى برد الوضوء ومكابدة الصلاة. واما العصر فلانه منتصف اليوم واما ان تكون فيه قد لاذنيك في عملك فتحتاج الى مجاهدة تنتزع بها نفسك من هموم الدنيا لتصلي. واما ان تكون في قيلولة لذيذة بعد العمل ملأ نعاس جفنك وشغل عينك فتطرد النوم بقيامك وتنفض الكسل. هذا عن الفريضة ابا عن النوافل صلاة اثنتي عشرة ركعة نافلة تبني لك بيتا في الجنة. فعن النعمان بن سالم عن عامر بن اوس قال حدثني عنبسة بن ابي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار اليه. اي يسر به من السرور لما فيه من مع سهولته قال سمعت ام حبيبة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة قالت ام حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله. وقال هندسة فما تركتهن منذ سمعتهن من امي حبيبة وقال عمرو بن اوس ما تركتهن منذ سمعتهن من هندسة. قال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن اوس. لله درهم من قوم يعدي بعضهم بعضا لفعل الخيرات. بمجرد السماع رواية وما اروعه من تلق للتنفيذ وتعظيم للامر والامر معا وما اصدقه من عشق للجنة وعزم على ملاحقتها وكأنه في حلقة سباق كلهم يبغي الوصول اولا. او عصبة تعاهدوا فيما بينهم على اجتياز ابواب الجنة يمسك بعضهم بيد بعض. ومن النوافل صلاة الليل وما ادراك ما نفحات الليل ونسائم السحر عند عشاق انها الكفارات. ومن بعد الكفارات الدرجات. قال صلى الله عليه وسلم فيما يختصم الملأ الاعلى. قل في الكفارات والدرجات. قال وما الكفارات؟ فقلت اسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الاقدام الى الجماعة وانتظار الصلاة بعد الصلاة. قال فما الدرجات؟ قلت اطعام الطعام وافشاء السلام وصلاة بالليل والناس نيام وان رغبت في علو درجاتك فما عليك الا ان تزيد من سجداتك. وبهذا تكون قد علوت وعلوت حتى تبلغ فوق ما تمنيت. وهل اعلى من رفقة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبته. وهو الطريق الذي اواه لنا بو فراس ربيعة بن كعب الاسلمي. حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم مرافقته في الجنة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم او غير ذلك قال هو ذاك. قال فاعني على نفسك كثرة السجود. والمداومة شرط لان النفس قد تنشط بموعظة سمعتها. او في موسم خير زارها لكنها تفتر وتنسى بمرور الايام لذا كانت الجنة اعظم مذكر واقوى محفز. وفي البخاري عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوما الصلاة ثم رقي المنبر فاشار بيده قبل قبلة المسجد. فقال قد اريت الان صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبل هذا الجدار فلم اره كاليوم في والشر. وفي الحديث حث واضح على مداومة العمل. لان من تمثل الجنة والنار بين عينيه. كان ذلك باعثا له على المواظبة على طاعته. وجاءت هذه الرؤية النبوية في ارتباط مباشر مع الصلاة. لتقوي وتشجع عليه وتنفي عنك الملل والكسل عنها