اثنان البداية الصعبة. اخي اول الغيث قطر ثم ينسكب المهم ان تبدأ جاء رجل كافر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اسلم. اسلم قال اجدني كارها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اسلم وان كنت كارها قال ابن رجب في فتح الباري وهذا يدل على صحة الاسلام مع نفور القلب عنه وكراهيته له. لكن اذا دخل في الاسلام وعتاده والفه دخل حبه قلبه ووجد حلاوته. فالمهم اذا ان تبدأ ثم تستمر وتظل تقاوم الشيطان في توهينه لك عن طاعتك. حتى يشرق نور الايمان في قلبك. وبعدها الحلاوة واللذة بعد الالم الذي صادف في البداية. ان مراحل العبد مع اي طاعة من الطاعات ثلاثة. مجاهدة وفيها المشقة البالغة وذلك عند الابتداء. ثم اعتياد والفة وفيها كسر حواجز مقاومة النفس الى ان تسلم قيادة للهداية ثم المرحلة الثالثة وهي الاستمتاع والتلذذ. وهي بمثابة مكافأة للعبد على صبره ومثابرته وعزمه ومداومته. وجنة الدنيا التي تبشره بقرب جنة الاخرة فهذه بمثابة محطات ثلاث متتالية. على طريق السير الى الله. ومحال ان تدرك المحطة الثالثة ما لم تقطع الاولى والثانية. ومن هنا كانت المداومة على العمل الصالح هي اكثر ما يحب الله. احب الاعمال الله ادومها وان قل فاذا فعلت ما يحبه ربك باذلك حبا بحب. واذا احبك فهنيئا لك انهمار البركات. كان سمعك كالذي تسمع به وبصرك الذي تبصر به. فكمت الطاعة عندك كتنفس الهواء وجريان الماء. اما المعصية فهي عداء في الاستمرار اذا هو مفتاح اللغز واصل القضية مهما كان معه من معاناة وبه تدور تروس القلب التي كانت تصدأ من طول الانتظار وتراكم الاوزار لتبدأ عملها في احياء البدن باذن الله. وتعلم من الكفار الذين لا يؤمنون بجنة او نار. فقد دخل الامام الشوكاني عن افلاطون كلمة رائعة حيث قال ما احسن ما حاكاه بعض اهل العلم عن افلاطون فانه قال الفضائل مرة الاوائل حلوة العواقب والرذائل خلوة الاوائل مرة العواقب. والى هذا اشار الحكيم الترمذي في كتابه النفيس ادب النفس. فقال الا ترى الصبي انما اعتاد فدي امه كيف سكوته بذلك الثدي؟ انما يحن اذا فقده وكيف يفرح به اذا وجده فكذلك النفس الشهوانية. فاذا فطم الصبي فطر حتى لا يلتفت الى الثدي بعد ذلك. لانه وجد الوان الاطعمة اين؟ فلا يحن الى اللبن فكذلك النفس اذا وجدت طيب اليقين وروح قرب الله تعالى وحلاوة اختيار الله عز وجل وجميل نظره لها لم تحن الى تلك الشهوات. قاعدة ذهبية براقة وبمجرد ان تعلم عليك ان تعمل. فان ذلك يرسخ العلم في القلب وينميه. قال ابن تيمية فان العمل بموجب ان يثبته ويقرره. ومخالفته تضعفه. بل قد تذهبه. قال الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. وقال تعالى ونقلب افئدة وابصارهم كما لم يؤمنوا كما لم يؤمنوا به لاول مرة وقال تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم اشد تثبيتا نسائم الاشواق قال ابن الجوزي وعجبا لتاجر يرضى بتعب شهر ليتمتع بربح سنة. فكيف لا يصبر عمره القليلة ليلتذ بربحها ابدا