البائع الثاني. جار السوء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنازة. من لا يأمن جاره بوائقه والبوائق هي جمع بائقة وهي الشرور. وفي المثل الذي يضرب لمعاناة جار السوء قول من باع داره بع جاري ولم ابع داري. لذا قال الشاعر يلومونني ان بعت بالرخص منزلي ولم يعلموا جارا هناك ينغص فقلت لهم كفوا الملام فانما بجيرتها تغلو الديار وترخص. ولذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من جار السوء وعلمنا ان نستعيذ منه قائلا اللهم اني اعوذ بك من جار السوء في دار المقاع فان جار البادية يتحول وفي العصر الحديث ساءت الاخلاق وضاقت النفوس وزادت الجهالات وعمت العداوات. فاين هذا من عصور مضت كان الرجل فيما مضى اذا اراد شيدا جاره او صاحبه طلب حاجته الى غيره. وهؤلاء كان احدهم هم يرعى الجار ولو جار. ويكرم الحميم ولو جرعه الحميم. ويستقل عطاءه الجزيل اذا قدم للنزيل ويغمر الزميل بالجميل وينزل سميره منزلة اميره. فليت خطاب الجنة اليوم يسلكون نفس الطريق