البائع الثالث مريض القلب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الخزان والامام الكذاب والعائن المزهوب وقد روى ابو هريرة رضي الله عنه حديثا اخر خص هؤلاء الثلاثة ليس فقط بالحرمان من دخول الجنة على هول هذه الكارثة وانما اخرى متتالية فقال مخبرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم ولهم عذاب اليم. شيخ زاد وملك كذاب وعائل مستطاع السبب في فداحة جريمة هؤلاء ما شرعه القاضي عياض. سببه ان كل واحد منهم التزم المعصية المذكورة مع بعدها من وعدم ضرورته اليها وضعف دواعيها عنده. وان كان لا يعذر احد بذنب. لكن لما الى هذه المعاصي ضرورة مزعجة ولا دواع متعدية اشبه اقدامهم عليها المعاندة والاستخفاف بحق الله تعالى وقصد معصيته لا لحاجة غيره. فان الشيخ لكمال عقله وتمام معرفته بطول ما مر عليه من الزمان وظع في اسباب الجماع والشهوة للنساء واختلال دواعيه. لذلك عنده ما يريحه من دواعي الحلال في هذا. ويخلي سره منه فكيف بالزنا الحرام؟ وانما دواعي ذلك عند الشباب الحرارة الغريزية. وقلة المعرفة وغلبة شهوة لضعف العقل وصغر السن. وكذلك الامام لا يخشى من احد من رعيته. ولا يحتاج الى مداهنته ومصانعته فان الانسان عندما يداهن ويصانع بالكذب من يحذره ويخشى اذاه ومعاتبته. او يطلب عنده بذلك منزلة او منفعة وهو غني عن الكذب مطلقا وكذلك العائل الفقير. قد عدم المال وانما سبب الفخر والخيلاء والتكبر والارتفاع على الثروة في الدنيا بكونه ظاهرا فيها. وحاجات الناس اليه. فاذا لم يكن عنده اسبابها ماذا يستكبر ويحتقر غيره؟ فلن يبقى فعله وفعل الشيخ الزاني والامام الكاذب الا لضرب من الاستخفاف بحق الله تعالى والله اعلم. نسائم الاشواق. قال ابن القيم ومن هداية الحمار الذي هو من ابلد حيوان ان الرجل يسير به ويأتي به منزله من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل. فاذا خلي جاء اليه ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير. فمن لم يعرف الى منزله الاول وهو الجنة فهو ابلد من حمار