البائع الرابع. المتكبر. المتكبر. لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من في قلبه اي مثقال ذرة من كبر فمثقال الذرة من الكبر تمنع دخول الجنة. ويا لها من عقوبة شديدة دفعت كبار الصحابة الى التفتيش في قلوبهم عن ذرة الكبر وبقاياه. هذا عبدالله بن سلف يمر بقوم وعلى رأسه حزمة حطب. فقال له ناس ما يحملك على هذا وقد اغناك الله؟ فقال اردت ان ادفع به الكبر. وذلك اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال ذرة من كبر ولماذا يمنع الكبر من دخول الجنة؟ لعل السبب في ذلك ان الكبر رسول المخلص ويورث مقت الناس ويوغر صدور الاخوان والناس شهداء الله في الارض فمن كرهه الناس كرهه الله ولابد. وهل يدخل الله جنته عبدا يكرهه؟ لذا النبي صلى الله عليه وسلم من فارق الروح جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة. الكبر والدين والغلو ويكفي الكبر شؤما انه اول معصية ارتكبت في الوجود. حين تكبر ابليس فطرد من الجنة. ومن قلد الشيطان في كبر ناله نفس مصيره. فطرد كما طرد. وان اتى بالاعمال الصالحة والقربات الظاهرة. ولذا لما سئل سلمان عن السيئة التي لا اتنفع معها حسنة؟ فقال الكبر. ومن هنا حق لغير واحد من الحكماء ان يعتبر ان الكبر فضل حمق لم يجر صاحبه اين يضعه. وربنا عز وجل تعجب من كبر عباده مع حقارة ما خلقوا منه فاوحى الى رسوله صلى الله عليه وسلم ليبعث الينا بهذه الرسالة العلوية ويقدم لنا هذا المشهد المعبر عن بس ابني جحاش رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق يوما على كفه ووضع عليه فيها اصبع ثم قال يقول الله تعالى يا ابن ادم انا تعجزني وقد خلقتك من مثل هذا؟ حتى اذا اسويتك وعدلتك فشيت بين بردين والارض منك وايد فجمعت ومنعت حتى اذا بلغت التراقي قلت اتصدق وان اوان الصدقة ومن صور الكبر التي قد تغزو القلب وتسكنه دون ان يشعر عدم الخضوع للحق حين تسمعه من اصغر منك او حتى اجهل منك حب نشر الناس حولك واجتماعهم عليك. الانفة من مجالسة البسطاء والفقراء عن قضاء حوائج الناس. عدم الاعتراف بالخطأ والمكابرة فيه. رؤية فضلك على من هو دونك ترى احدا الا ولنفسك الفضل عليه