تسعة تسعة وظف وظف ذنوبك ذنوبك لا تيأس ان كان الشيطان قد استذلك وتعلم من ذنبك واستخدمه في بناء صرح ايمانك. فالاخفاق اساس النجاح. وربما كان الذنب سببا في العودة الى الله وتصحيح المسيرة مثلما حدث مع الكثيرين. منهم خامس الخلفاء عمر بن عبدالعزيز الذي روى عنه ابن كثيرين انه ضرب خبيب بن عبدالله ابن الزبير خمسين صوتا بامر الوليد. الوليد بن عبدالملك وصبا فوق رأسه قربة من ماء بارد في يوم تاء بارد واقامه على باب المسجد يومها فمات رحمه الله. وكان عمر بن عبدالعزيز بعد موت خبيب شديد الخوف لا وكان اذا بشر بشيء من امر الاخرة يقول كيف وخبيب لي بالطريق ثم يصيح صياح المرأة الثكلى وكان اذا اثني عليه يقول خبيب وما خبيب ان نجوت منه فانا بخير وركبه الحزن والخوف من حينها واخذ في الاجتهاد العبادة والبكاء وكانت تلك هفوة منه وزله. ولكن حصل له بسببها خير كثير من عبادة وكائد وحزن وخوف واحسان وعدل وصدقة وبر وعتق وغير ذلك. فكان له من وراء هذا الذنب الخير الوفير وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الشيطان. والفتيل الذي احرق كبده حتى صار خامس الخلفاء. ووعى عمر الدرس فكان اذا اراد ان يعاقب رجلا حبسه ثلاثة ايام. ثم عاقبه كراهية ان يعجل في اول غضبه. وهذا ما يجعلنا نقسم الذنوب الى قسمين عائقة وسائقة. الذنوب العوائق هي التي تقعد صاحبها عن السير الى الله. بعد ان القته في بئر وجلد الذات. اما الذنوب السوائق فهي التي تضاعف سير صاحبها الى الله. وتدفعه الى استدراك الخطأ ومحاولة في التعويض كما حدث مع الراشد العمري