حادي عشر الغيرة ها هو من اهم ما يعين النفس على الطاعة ويبعث الروح على الحماسة ان تجد حولها من ينافسها. فزاحم المتقين وسر في سرب الصالحين وادفن نفسك وسط جماعة المؤمنين. فضمن الجماعة تكون المنافسة وتصحيح المسار وتعاظم في التفوق. وهل سمعت ابدا عن مسابقة بغير جماعة؟ ام تريد ان تتباهى بانك الاول على نفسك؟ السباق السباق قولا وفعلا حذر النفس حسرة المسبوق. ويا لها من حسرة يوم لا تنفع الحسرة. لذا اياك والصحبة القاتلة. اصحاب الدنيا واخوان المصالح ورفقة النوم الطويل. والكسل المهلك. فما اسرع انتقال ذبذبات لفساد قالها ابو بكر الخوارزمي لا تصحب الكسلان في حاجاته كم صالح لفساد اخر يفسد عدوى البليد الى البليد سريعة والجمر يوضع في الرماد فيخمد وظاهرة عجيبة رصدها ابو حامد الغزالي. تدفع المرء الى التنافس الغلط والغيرة الحمقاء اذا قال والعجب انك لو تقدم عليك اقرانك او جيرانك بزيادة درهم او بعلو بناء ثقل عليك ذلك وضاق بك صدرك وتنغص بسبب الحسد عيشك. واحسن احوالك ان تستقر في الجنة. وفيها اقوام سبقوك بلطائف لا توازيها الدنيا بحذافيرها. فهل ضاق صدرك يوما لان جارك سبقك في صلاة الفجر او تكبيرة الاحرام؟ هل تحركت ساعة لان غيرك انفخ اكثر مما انفقت او بذل من وقته وجهده لله ما حرمت منه او تقدم في ميدان من ميادين الخير وتأخرت ارجو ذلك ولحبه لنا وحرصه علينا فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التنافس على هذا الدنيوية الزائفة. فعن عامر بن عوف الانصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ابا عبيدة الجراح رضي الله عنه الى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين فسمعت الانصار بقدوم ابي عبيدة فوافوا صلاة فاجري مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف. فتعرضوا له. فتبسم صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال اظنكم سمعتم ان ابا عبيدة قدم بشيء من البحرين قالوا اجل يا رسول الله. قال ابشروا وامنوا ما يسر. فوالله ما الفقر اخشى عليكم. ولكن اخشى ان تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلك. فتنافسوها كما تنافسوها. فتهلككم كما اهلكتهم