ثاني عشر ثاني عشر دنيا لا تلهينا نعيم الدنيا لا يلهي عاشق الجنة عن نعيم الاخرة بل يذكره به ويحثه عليه. كل لذة في الدنيا يفرح بها القلب ويستمتع بها الجسد. تلفت بصره الى متعة اكبر ولذة ادوم في دار اخرى. كل سعادة وفرحة وسرور وبهجة يشرح الصدر وينعش الفؤاد تغريه بفرحة اكبر في دار الاوسع. بل لو اقتضى منه الامر لضحى بالاصغر في سبيل اكبر وبالفان على حساب الباقي وقد مر بك ان عبد العزيز ابن رواد اذا جن عليه الليل كان اذا جن عليه الليل ويأتي فراشه فيمد يده عليه ويقول انك للين. ووالله ان في الجنة لالين منك. ولا يزال يصلي الليل كله. والوسادة هنا اشارة الى كل لذة دنيوية فهي تصلح ان تكون اي راحة او وقت او مال يضحي به العبد ونظره على الثواب المدخر له في الاخرة جزاء ما قدم وضح بل واسمع قول العماد الاصبهاني. في الشهيد ابن الشهيد نور الدين محمود. حضرت مجلس نور الدين محمود. فتحدثنا في طيب هواء دمشق. وكان واجما لا يتحدث. والوزراء الامراء حوله يتحدثون فقالوا ما لك ايها الامير؟ لا تتحدث قال اما انا فوالله لا يهدأ بالي ولا يرتاح حالي حتى يدخلني الله الجنة. ما دمشق وما هوائها وما طيبها امام جنة عرضها السماوات والارض. هذا صنف من البشر الواحد منهم نعيم الدنيا لا يلهيه عن نعيم الاخرة. بل يذكره به ويحثه عليه فلا يزيده متاع الدنيا الا قربا من الاخرة ولا مزيد النعيم لا مزيد الشكر ويبقى السؤال فماذا عنك