ثلاثة. ثلاثة. ثماني طرق. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. من انفق زوجين في سبيل الله نودي من ابواب الجنة. يا عبد الله هذا خير. فمن كان من اهل الصلاة دعي من باب الصلاة. ومن كان من اهل الجهاد دعي من باب الجهاد. ومن كان من اهل الصيام دعي من باب الريان. ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة قال ابو بكر هل يدعى احد من تلك الابواب كلها؟ قال نعم وارجو ان تكون منهم الصديق وما ادراك ما الصديق. ما اعلى هذه الهمة واكبر هذه النفس ما يضره من اي باب دخل اذا كان استقروا الجنة. لكنها الهمم التي لا تعلم بابا من الاجر اعلى الا سعت اليه. وهمة لا اقبل بالدون وتنافس نفسها كل يوم ان تدرك ما لم يدرك بالامس. هو في سرعة سيره الى الله وكانه في منحدر لكنه منحدر يرتقي به الى الجنة. دز الرجال وجاز الصدق مبتدأ كأنه مصعد ينحط من قال الحافظ بن حجر ويحتمل ان يكون المراد بالابواب التي يدعى منها ابوابا من داخل ابواب الجنة الاصلية لان الاعمال الصالحة اكثر عددا من ثمانية والله اعلم. فكل منا واقف على باب من الابواب يرجو من منه الولوج الى الجنة. المجاهد في معركته. والعامل في مصنعه. والمهندس في موقعه. والطالب في جامعته. والمنفق في بذله في بيتها والزوجة في طاعة زوجها. كل هؤلاء يخطبون الجنة. وكل بطريقته. وكلها طرق مؤدية الى الجنة باذن الله. لكن بعض هذه الابواب مزدحم امامه طابور طويل. وبعضها خاو والذكي هو الذي يطرق مثل هاتيك الابواب الشاغرة. ينشد عدم الانتظار وسرعة الولوج الى الجنة. فمثلا كثير من الناس يصلي فهذا باب مزدحم لكن قليلا منهم من يستيقظ في السحر يستغفر فهذا باب خاوي. كلهم يصومون رمضان وبعض ايام الشتاء لكن لا يصبر على حر الصيف الذي يقطع الجوف من العطش الا القليل. وما اكثر من وقليل من يفعله من الاغنياء الذين لم تلههم اموالهم عن ذكر الله. فاذا جاءت الصدقة من فقير فهذا قليل من قريب وهكذا فتلفت حولك. وابحث عما هجر الناس من خير وزهدوا فيه من فضل. فتقدم الى بابه طارقا منتشيا انك احييت ما اماته وصرت وحدك في طريق للخير مهجور. وفي حديث ابي بكر كذلك ملمح من ملامح رحمة الله بنا الذي راعى اختلاف امكانات البشر وتغير الظروف وتنوع الميول والرغبات وهي رسالة مفادها انه لن يعد لاحد عذر. فالكل يملك الثمن ولن يعدم احد شيئا يقدمه لشراء الجنة اي شيء. والدليل حديث ابي ذر فما حديث ابي ذر؟ عن ابي فيرني السحيمي عن ابيه قال سألت ابا ذر قلت دلني على عمل اذا عمل العبد به دخل الجنة قال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تؤمن بالله واليوم الاخر قلت يا رسول الله ان مع الايمان عملا. قال يرضخ مما رزقه الله قلت يا رسول الله ارأيت ان كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به؟ قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قلت يا رسول الله ارأيت ان كان عييا لا يستطيع ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. قال يصنع لاخرق في اخرس. صنعوا لي اخرس قل ارأيت ان كان اخرق لا يستطيع ان يصنع شيئا. قال يعين مغلوبا قلت ارأيت ان كان ضعيفا لا يستطيع ان يعين مغلوبا. قال ما تريد ان يكون في صاحبك بالخير يمسك عن اذى الناس فقلت يا رسول الله اذا فعل ذلك دخل الجنة قال ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء هؤلاء الا اخذت بيده حتى تدخله الجنة