اهداف الكتاب. واحد الخوف من الله. هدف هذا الكتاب الوصول بك الى الخوف من النار ومن خلالها وفي النهاية ادراك الخوف من الله حيث ان النار ناشئة عن صفة انتقام الله وبطشه وغضبه والاثر يدل على المؤثر. فجهنم دليل على عظمة الله وشدة بأسه وبطشه وقوة سطوته وانتقامه في اعداءه فالخوف منها في الحقيقة خوف من الله واجلال واعظام وخشية لصفاته المخوفة مع ان الله سبحانه يخوف بها عباده ويحب منهم ان يخافوه بخوفها وان يخشوه بخشية الوقوع فيها وان يحذروه بالحذر منها. فالخائف من النار خائف من الله. متبع لما فيه محبته ورضاه والله اعلم. والله اعلم. اثنان الانقلاب. الانقلاب. الانقلاب اعادة صياغة نفسيتك. لتكون اخروية وعقليتك. لتنقلب ايمانية ترى نفسها بخير ما دامت على حال ينفعها في الاخرة وهي على شر حال ان كانت على حال يضرها في الاخرة عن هشام ابن حسان قال سمعت ابا الضريص عمارة ابن حرب يقال له كيف اصبحت فيقول ان نجوت من النار فانا بخير وهذه والله السعادة الحقيقية. ليس السعيد الذي دنياه تسعده. ان السعيد الذي ينجو من النار. يا ابناء من اثر الدنيا على الاخرة فقد خسر الصفقة الرابحة وربح الصفقة الخاسرة لان الموت هو فراق كل المحبوبات الدنيوية دفعة واحدة فما حال يومئذ من لم يفرح الا بدنياه؟ ثم سلبت منه دنياه عند موته وسلمت الى الورثة ثم انضاف الى ذلك حسرته على ما فاته من نعيم الجنة ونزل به من عذاب النار. فتوالى عليه الم فراق ما يحب والم حسرته على ما فات من نعيمه وحل به من الم واسمع وصية من اغلى الوصايا الى الدرجة التي دفعت ترجمان القرآن وحبر الامة عبدالله بن عباس رضي الله عنه ان يعتبرها اعظم وصية انتفع بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رحمه الله ما انتفعت بكلام احد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفعت بكلام كتبه الي علي ابن ابي طالب كتب اليه اما بعد فان المرء يسره ادراك ما لم يكن ليفوته. ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه فليكن سرورك بما نلت من امر اخرتك وليكن اسفك على ما فاتك منها. وما نلت من امر دنياك فلا تكن به فرحا وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا وليكن همك ما بعد الموت ثلاثة طرد الشر. طرد الشر يقول ابو حامد الغزالي في فوائد نيران الخوف فان الشر معجون مع الخير في طينة ادم عجنا محكما لا يخلصه الا احدى النارين. نار الخوف او نار جهنم فالاحراق بالنار ضروري في تخليص جوهر الانسان من خبائث الشيطان. واليك الان اختيار اهون النارين والمبادرة الى اخف الشرين قبل ان يطوى بساط الاختيار وتساق الى دار الاضطرار اما الى الجنة واما الى النار اربعة علاج القلوب القاسية. قسوة القلب هي طريق الى الفسوق عن امر الله ولا تلين القلوب الخاسية بمثل الخوف من العقوبة وليس هناك عقوبة اشد ولا افظع من النار ومن هنا كان ذكرها خمسة تقديم مدرسة الخوف. ويكون الخوف اوجب حين يستولي الفتور على القلوب. او تصرع العبد شهوة على غفلة او تغلبه رفقة سوء تدفع به نحو الهاوية وعندها يثور القلب وجلا حين يرى النار بين يديه وتتقدم البصيرة البصر فترى ما غاب عنه ويشم العبد رائحة المعصية تفوح منها رائحة جهنم ويرى حروف كلمة معصية تشتعل لهبا فيهرب منها قبل ان تحرقه. وتعود تشكل علامة بارزة في الضمير لا يمحوها هبوب رياح الشهوات. بل يردد كلما لاحت له هاوية قول ربه اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم قدم بعضهم الخوف على الرجاء لسبب منطقي لم يخطر لنا على بال من قبل قال مريج بن مسروق يا بني المخافة قبل الرجاء. فان الله عز وجل خلق الجنة والنار فلن تخوضوا الى الجنة حتى تمروا على النار. واخرون جعلوا لكل من الخوف والرجاء مهمة محددة فالخوف للنفس سائق والرجاء لها قائد ان ونت عن قائدها حثها سائقها. وان ابت على سائقها حركها قائدها. مزيج الرجاء اذ حر الخوف وسيف الخوف يقطع سيف سوف. سوف اي سيف التسويف وهذا هو الخائف الحقيقي. لا الخائف المزيف. الذي فضحه الزاهد الكوفي اسحاق بن خلف فقال ليس الخائف من يبكي ويمسح عينيه هو مرتكب للمعاصي. انما الخائف الذي ترك الذنوب خوفا من ربه. هذا هو سبيل الامن الاكبر والنجاة العظمى حين قرر العلماء ان اسلم الناس من اهوال يوم القيامة من طال فيها فكره في الدنيا فان الله لا يجمع بين خوفين على عبد فمن خاف هذه الاهوال في الدنيا امنها في الاخرة هذا ما قرره شقيق البلخي في قول جميل حين قال القبر روضة من رياض الجنة على من يذكره وحفرة من حفر النار على من نسيه. انت اذا من تصنع بيديك حياتك المقبلة. ومستقبلك القريب وتنسج تفاصيل حياتك الطويلة في ارجاء قبرك. وان من العجيب ان يخطط العبد لمستقبله لعام او عامين ثم يهمل فالسنين يقضيها وحده موسدا في التراب الزمان والاشخاص والاحوال. ونهج الصحابة وسط بين الخوف والرجاء حتى قال الفاروق رضي الله عنه لو نودي ليدخل النار كل الناس الا رجلا واحدا لرجوت ان اكون انا ذلك الرجل ولو نودي ليدخل الجنة كل الناس الا رجلا واحدا لخشيت ان اكون انا ذلك الرجل تبقى هنا ملاحظة اخيرة قد ترجح كفة الخوف والترهيب. وذلك ان الناس تختلف احوالهم مع الخوف بحسب الزمان والاشخاص والاحوال الاشخاص الاشخاص من الناس من تنفر نفسه من الترهيب. وتجزع نفسه من كثرة اللوم والتقريع. حين تستريح نفسه للترغيب وتتصاعد حماسته عند ذكر الجنة ومواطن الرحمات. وكل طبيب نفسه وخبير ذاته وادرى بما يدفعه الى الامام او يؤخره. حسب الاحوال. قد تمر بالمرء حالات فتور تتدنى فيها همتك ويضغى امله ويتعاظم رجاؤه في رحمة الله ويتوارى عمله ويظهر طمعه في الجنة ويختفي بذله فعندها يحتاج الى ترهيب يضرب القلب بصوت العزم ليدفعه الى التجافي عن فراش الكسل واستبدال الجد والعمل بالفتور والوهن. حسب الزمن. فالزمان الذي نحياه من حيث التجرؤ على حدود الله والتعدي على الحرمات وتسرب كراهية الباطل من القلب من جرائك كثرة مشاهدته والفه كل هذا يرجح كفة مدرسة الترهيب وايثار الخوف اخيرا اخيرا ليس هذا كتاب تقريع وخوف بل هو بسط الحقائق العارية وعرض الخطر الاكبر الذي يتهددنا ان نحن فرطنا له دور كبير في تفكير الانسان المجبول على النسيان في ظل طوفان اعباء المعيشة وتدبير الرزق اللذين كبل الجميع اسأل الله ان ينفعني وينفعكم بما كتبت. فيزجركم عن السيئات ويردعكم عن الخطيئات. ويسمو بكم عن الدنيات وذلك بفضله سبحانه الذي ساقه اليكم عن طريق عبد فقير اليه. يسر له كتابة هذه الصفحات