ثلاثة الخلود الخلود في اللغة هو الاقامة الطويلة وطول اللبس. اخي لو اعطيت افضل طعام في اجمل قصر في العالم. شيد على اجمل بقع من الارض ثم قيل لك وفي مقابل هذا ستقتل اخر الشهر اختر هذا او عش في بيت من صفيح في اثقل بلد باقصى ظروف على ان تعيش اعواما عديدة. فماذا كنت تختار ليس من عاقل الا وهو يختار الحياة الاطول هربا من الموت ولو كان الغافل الغارق في خضم الاهواء عاقلا لعرف ان الموت ينتظره اخر طريق اللذة على احر من الجمر وليته كان الموت وحده بل اشد منه ما بعد الموت من عقوبات وعذابات يتمنى معها صاحبها الموت فلا يقدر قال الشاعر مسرة احقاب تلقيت بعدها يوم اريها شبه الصابي فكيف بان تلقى مسرة وراء تلقيها مساءة احقابي والصاب شجر مر. وقيل هو عصارة الصبا. الشاعر هنا يقول العبرة بالخواتيم. ما معنى ان تظل اعواما في غاية في الرخاء ثم ترد مواطن الشقاء. هل تذكر ساعتها من نعيمك شيئا؟ فكيف اذا كان الامر بالمقلوب؟ وكان الرخاء ساعة والشقاء ابدا وليس في النار عذاب اشد على اهلها من علمهم بانه ليس لكربهم تنفيس. ولا لضيقهم مهرب ولا لعذابهم نهاية فهذا من الالم النفسي الذي يضاعف اثر العذاب البدني ولا يزال اهل جهنم في رجاء الفرج حتى يصبح الموت فحين اذ يقع منهم اليأس. وتعظم عليهم والحزن بالله ما حال دار اقصى اماني اهلها الموت. الموت مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكثيب من رمل. فبكى قيل له ما يبكيك يا امير المؤمنين؟ قال ذكرت اهل النار لو كانوا مخلدين في النار بعدد هذا الرمل كان لهم امد يمدون اليه اعناقهم ولكنه الخلود ابدا ظل هذا الامر مؤرخا لجموع الصالحين خاصة القريبين من جيل الصحابة الكرام والرعيل الاول. لذا لما شكى عامل لعمر بن عبدالعزيز كتب اليه عمر يا اخي اذكرك طول سهر اهل النار في النار مع خلود الابد واياك ان ينصرف بك من عند الله فيكون اخر العهد وانقطاع الرجاء فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر ابن عبدالعزيز فقال له ما اقدمك؟ قال خلعت قلبي بكتابك. لا اعود الى ولاية ابدا حتى القى الله عز وجل وهو تفسير الحسن البصري لقول الله تعالى قال الحسن الغرام الذي لا يفارق صاحبه. وكل عذاب يفارق صاحبه فليس بغرض