اربعة حر النار. حر النار. حر النار في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ناركم هذه التي يوقدها ابن ادم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم اي جهنم. قالوا والله ان كانت لكافية يا رسول الله. قال انها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها ولذا كان مجرد المس فيها مهلك ومعنى قوله جزء من سبعين جزءا ان النار التي نجدها في الدنيا بالنسبة الى نار جهنم في حرها واثرها وسرعة اشتعالها واحد من سبعين. او انه لو جمع كل ما في الوجود من النار او مما يوقد منه الادميون نارهم لكان هو الجزء الواحد من اجزاء نار جهنم المكونة من سبعين جزءا وقد تعجب الصحابة من هول العذاب ومضاعفة الضراوة فقالوا يا رسول الله ان كانت لكافية فاجابهم صلى الله عليه وسلم بانها كما فضلت عليها في المقدار والعدد بتسعة وستين جزءا فكذلك فضلت عليها في الحري بتسعة وستين ضعفا. وقوله هذه مبالغة في التهوين من نار الدنيا مقارنة بنارها للاخرة ومن هنا قال حجة الاسلام الغزالي فان نار الدنيا لا تناسب نار جهنم. ولكن لما كان اشد عذاب في الدنيا عذاب هذه النار عرف عذاب جهنم بها وهيهات. لو وجد اهل الجحيم مثل هذه النار لخاضوها طائعين هربا مما هم فيه يعني ومع هذا الهول ومضاعفة الاهوال الا ان فيه ترجيح لجانب الرحمة. كيف قال ابو الفضل العراقي فيه مع ما قبله ترجيح جانب الرحمة. لان النار التي هي النقمة المعدة لاهل المخالفة مقدرة قد عرف نسبة زيادتها على نار الدنيا. بخلاف الجنة التي هي النعمة المعدة لاهل الطاعة لا تقدير لها ولا نسبة من نعيم الدنيا ولم ينحصر في قدر مخصوص كما تقدم والله اعلم