رجوتك عفوا لي سواي يسيل به يصل لقلب سليم والله دوما تدور رحا. فيا سعد من كندا همة الى جنات فيها اعالي السماء. الى جنات فيها دعاني الحياة بنوري لا يستوي اصحاب النار واصحاب اصحاب الجنة هم الفاتون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله هذا هو النصف الثاني من الكتاب ويمثل المرحلة الثانية والاخيرة من رحلة الغيب الغائب وهي رحلة بين جنبات النار رحلة شائكة لكنها ايضا شائقة لا يعلم كثير من الناس عنها شيئا مع ان الله ما انذر العباد وخوفهم بشيء قط هو اشد وافظع من النار حتى وصف له حرها ونظاها ووصف لهم طعامها وشرابها وصف اغلالها ونكالها حميمها وغزاقها اصفادها وسرابيلها وصف ذلك كله حتى ان من قرأ القرآن بقلب حي وسمع فيه وصف جهنم فكأنما اقيم على حافة النار فهو يراها يحطم بعضها بعضا تكانوا تميزوا من الغيظ وكانما يشاهد اهلها يتقلبون في دركاتها ويجرجرون بين اوديتها وكل هذا انذار وتحذير من المولى جل في علاه وجاء دور رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكمل المسيرة ويتابع الرسالة ولما مضى صلى الله عليه وسلم الى جوار ربه اصبح الحديث عن النار والدار الاخرة حديثا خافتا لا تكاد تتحرك به الالسنة ولا تستشعره القلوب. حديثا غريبا عن السامع. لا يغري اي طامع مع ان كتاب الله وسنة نبينا بقيت محفوظة تنطق بما سبق وسمعه الرعير الاول لكن قست القلوب. ما بين اهواء الدنيا وشهواتها حتى اذا افاقت برهة على هموم تتنازعها فاذا حديث الترهيب والوجد اليوم مفقود تستهجنه الاذان قلا ما تنصت اليه ونادرا ما تستمع والسؤال هل وضعنا على قلوبنا اقفالا اضعنا مفاتيحها؟ فلا سبيل الى معالجتها ابدا. كلا والله بل الامل قائم ما بقي في حياتنا نفس فلا تيأسوا من روح الله. ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون الله رحمته وسعت كل شيء. ومن رحمة الله بنا خلق النار ومن رحمته السابقة ان اخبرنا عن تفاصيل النار والوان عذاباتها. ليردع بذلك كل من تسول له نفسه بالاعتداء والتجاوز قال سفيان بن عيينة خلق الله النار رحمة يخوف بها عباده وحين تعلم النفس ان حسابا هناك وان الله لا يخفى عليه شيء وستفاجئها صور معاصيها الملجمة لكل حب الواهية يوم القيامة عندها تلين. فلا استقامة بغير ايمان باليوم الاخر والجزاء القاتل