عشرة وطعامها الزق وهي شجرة جهنم الشهيرة التي جاء ذكرها في القرآن في اكثر من موضع ونعرض هنا لايتين الاية الاولى سورة الاسراء في قوله وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس الا في للناس والشجرة الملعونة في القرآن كانت فتنة المشركين في الرؤيا حيث ارتد بعضهم عن الاسلام حين اعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بحادث الاسراء. فازداد الكفار له تكذيبا. وكانت الفتنة الثانية لهم في الزقوم. وهي انهم قالوا ان محمدا يزعم ان في النار شجرا والنار تأكل الشجر لذا اخبر الله في سورة الصافات عن شجرة الزقوم انا جعلنا فتنة للظالمين وسبب نزول اية الاسراء كما اوردها ترجمان القرآن عبدالله بن عباس لما ذكر الله عز وجل الزقوم في القرآن قال ابو جهل هل تدرون ما الزقوم هو التمر بالزبد انا والله لان امكننا الله منها لتزقمناها تزقما. فنزلت الاية. وهي سخرية القوم من النار. وسيجازيهم الله بان يأكلوا منها حتى يملأوا بطونهم ولعل من الغريب ان يناسب معنى الزقوم اللغوي صورة هذا العذاب وحقيقته. قال ابن حجر الزقوم من الزق وهو اللقم الشديد والشرب المفرط. الاية الثانية في الصافات انها شجرة تخرج في اصل الجحيم انه رؤوس الشياطين التشبيه بالشيطان لما يقع في القلب من قبح صورته. ومع انه لم ير احد الشيطان حتى يخاف منه. لكن كفى بصورته الغائبة المجهولة رعبا فليس الطعم المريع ما ينتظر المعذب فحسب بل يسبق هذا المنظر الفظيع والرعب من الشكل المخيف. وهذا ايضا من العذاب النفسي الذي يضاعف اثر الجسد يتابع النبي صلى الله عليه وسلم حملة التخويف من عذاب النار ومنه شجرة الزقوم. في عرض للشق الحسي فيها قائلا لو ان قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لافسدت على اهل الدنيا معايشهم. فكيف بمن تكونون وطعامه قال الامام المداوي والقصد بهذا الحديث وما اشبه التنبيه على ان ادوية القلوب استحضار احوال اخرتي واحوال اهل الشقاء وديارهم فان النفس مشغولة بالتفكر في لذائذ الدنيا وقضاء الشهوات وما من احد الا وله في كل حالة ونفس من انفاسه شهوة. سلطت عليه واستردت فصار عقله مسخر لشهوته. فهو مشغول بتدبير حيلته. وصارت لذته في طلب الحيلة. او مباشرة قضاء الشهوة علاج ذلك ان تقول لقلبك ما اشد غباوتك في الاحتراس من الفكر في الموت وما بعده من اهوال الموقف. ثم جهنم وطعام اهلها وشرابهم فيها. يورد على فكره مثل هذا الحديث. ويقول كيف تصبر على مقاساته اذا وقع وانت عاجز عن الصبر على ادنى الام الدنيا