اثنا عشر الظلمة. الظلمة. الظلمة الظلمة في الدنيا هي الغموض والخوف من المجهول وترقب الكوارث وانتظار الاخطار. واذا اقترن ذلك بعنوان العذاب التي تنهال على العبد من كل ناحية من فوقه ومن اسفل منه وعن يمين وعن في مال فتخيل نفسك اخي في ظلمة هذا الليل البهيم والعذاب المهين ويأتيه الموت من كل مكان ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت فاي رعب تحياه واي عذاب روحي اشد من العذاب المادي الاف المرات كهذا والى ظلمة النار سبق وان اشار عبدالله بن عباس رضي الله عنه ان جهنم سوداء مظلمة. لا ضوء لها ولا لهب وهو يفسر قوله تعالى وظل من يحمون. اي من دخان جهنم. وهو اسود شديد كما ورد ذلك عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما وليحموم في اللغة الشديد السواد. لذا اكد الضحاك النار سوداء. واهلها سود وكل ما فيها اسود منبع الظلمة. وهذه الظلمة منبعها من العبد نفسه. فمن العبد تبدأ وفي النار تنتهي قال ابن القيم وهو يعدد اثار المعاصي ومنها ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما حسوا بظلمة الليل البهيم اذا ادلهم فتصير ظلمة المعصية بقلبه كالظلمة الحسية لبصره. فان الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والامور المهلكة وهو لا يشعر كاعمى اخرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين. ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل احد. ثم ينتقل سواد الوجه في الدنيا الى سواد اخر في جهنم هو ما دفع الفضيل بن عياض لما دخل على هارون الرشيد امير المؤمنين ان يقول له يا حسن الوجه لقد وليت امرا عظيما من اني ما رأيت احدا هو احسن وجها منك. فان قدرت الا تسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل ارتباط الظلم بالسواد والظلمة يوم القيامة واضح وثيق لا يحتاج اثباتا او دليلا. بعد بلوغ بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الى اسماعنا تقول ظلم تقوى الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة وليست ظلمات القيامة فحسب بل ظلمات الدنيا كذلك فترى الظالم يتخبط ويخبط في المظلومين خبط عشواء. ويسير بذلك الى النار في خطى ثابتة. ويصنع هلاك كهو بيده وكأنه اعمى او في ظلام دامس قال حجة الاسلام لا يذنب العبد ذنبا الا ويسود وجه قلبه فان كان من السعداء ظهر السواد على ظاهره لينزجر. والا اخفي عنه لينهمك ويستوجب الى النار ويكمل الميلاوي تفاصيل العاقبة المريرة. فيقول فلا يهتدي الظالم يوم القيامة بسبب ظلمه في الدنيا فربما اوقع قدمه في وحده فهو في حفرة من حفر النار وانما ينشأ الظلم من ظلمة القلب لانه لو استنار بنور الهدى تجنب سبل الردى فاذا سعى المتقون بنورهم الحاصل بسبب التقوى احتوش الظلمات ظلم الظالم فغمرته فاعمته حتى لا يغني عنه ظلمه شيئا