الثالث عشر وقودها الناس قال تعالى في وصف النار وقودها الناس والحجارة. قال الزمخشري معناه انها نار ممتازة عن غيرها من النيران بانها لا تتقد الا بالناس والحجارة وبان غيرها ان اريد احراق الناس بها او احماء الحجارة اوقدت اولا بوقود ثم طرح فيها ما يراد احراقه او احماؤه. وتلك اعاذنا الله منها برحمته الواسعة توقد بنفس ما يحرق ويحمى بالنار. وبانها لافراط حربها وشدة ذكائها اذا اتصلت بما لا به نار اشتعلت وارتفع لهبها. جاء في التحرير والتنوير. في قوله اشكال اشكال لان نار جهنم لا تخبو. وقد قال تعالى فعن ابن عباس ان الكفرة وقود النار قال تعالى وقال تعالى وقال تعالى فاذا احرقتهم النار زال اللهب الذي كان متصاعدا من اجسامهم فلا يلبثون ان يعادوا كما كانوا فيعودوا الالتهاب لهم فالخبو وازدياد الاشتعال بالنسبة الى اجسادهم لا في اصل نار جهنم ولهذه النكتة سلط فعل زدناهم على ضمير المشركين للدلالة على ان ازدياد السعير كان فيهم. فكأنه كلما خبت فيهم زدناهم سعيرا ولم يقل زدناها سعيرا اما كيف يرمى هذا الحطب البشري في النار؟ وكيف تستقبل جهنم حطبها؟ فاسمعوا قول الله تعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم قال الضحاك يعني يرمون بهم في النار كما يرمى بالحصبة. واصل الحصب الرمي قال تعالى اي ريحا ترميهم بحجارة وهذا الوقود من الناس يضحك اليوم ويستمتع ويلهو ويعد من الملذات اقصى ما يستطيع ولا يدرك المسكين ما الذي ينتظره في الغد قال بلال بن سعد رب مسرور مغبون يأكل ويشرب ويضحك وقد حق له في كتاب الله انه من وقود النار تفاوت العذاب قال صلى الله عليه وسلم ان منهم من تأخذه النار الى كعبه. ومنهم من تأخذه الى ركبتيه. ومنهم من تأخذه الى حجزته ومنهم من تأخذه الى عنقه فالعذاب في جهنم ليس على درجة واحدة بل يتفاوت موضعا وزمانا ونوعا وشدة موضعا موضعا موضعا كما هو واضح في هذا الحديث. فماذا تحرق النار من جسده؟ وكم تنال من بشرته وذلك بحسب نوع معصيته فيعذب منه العضو الذي عصاه. او بحسب كثرة معاصيه فيعذب جسده كله زمانا زمانا. فكم سنة او شهرا او يوما يمكث في النار او اكثر من ذلك او اقل. الى ان ينال ما استوجبه بذنوبه من العذاب نوعا نوعا فكم لونا من العذاب يلاقي ونوعا من الالام يعاني. واختلاف انواع العذابات باختلاف انواع السيئات كل سيئة لها لون خاص من العذاب شدة شدة فشدة العذاب تتناسب مع قبح السيئات وكثرتها ولكل واحد في النار حد معلوم على قدر عصيانه وذنبه لا يزيد ولا ينقص ولو ان اقلهم عذابا عرضت عليه الدنيا باسرها لافتدى بها من شدة ما هو فيه. والله لا يظلم مثقال ذرة. مثقال ذرة قال ذرة