ثمانية العطش العطش وهو من اشد عذاب اهل النار قسوة قال تعالى انما وردا. قال الضحاك عطاشا وقال مجاهد منقطعة اعناقهم من العطش. وذلك في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. لا يذوقون فيه شربة ولا يستظلون من حر الشمس الحارق لحظة حتى تتفتت اكبادهم من العطش وتستمر حالة الظمأ غير المعقولة هذه حتى دخول النار وعندما يرفع الله الحجب عنهم ليطلوا على اهل الجنة وهم يرتوون من احلى شراب ويلتذون بغاية النعيم فيرون ما يضاعف عذابهم ويزيد المهم فان صاحب المصيبة اذا جهل ان غيره امن هان عليه ما هو فيه من العذاب. اما اذا رأى ضد ذلك تضاعفت مراته ان لم يسلك طريق الفوز. عذاب ما بعده عذاب وظلمات بعضها فوق بعض ومع ذلك الالم تلوح لهم بارقة امل. وذلك ان ينالوا قطرة واحدة تذهب الظمأ لكن هيهات اسمع القصة من كتاب الله ابلغ ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان نفيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قانون ان الله حرمهما على الكافرين قال ابن عباس ينادي الرجل اخاه فيقول يا اخي اغثني فاني قد احترقت فافض علي من الماء فيقال اجبه فيقول ان الله حرمهما على الكافرين. وقد سبقنا جيل الصحابة رضوان الله عليهم لقينا المعاملة حين عاشت ايات الله معهم واقعهم اليومي وسكنت تفاصيل الحياة. فقد شرب عبدالله بن عمر رضي الله عنه ماء بارزا يوما فبكى واشتد بكاؤه فقيل ما يبكيك؟ قال ذكر اية من كتاب الله قوله قوله قوله حين بينهم وبين ما يشتهون وحين بينهم وبينما يشتهون فعرفت ان اهل النار لا يشتهون شيئا شهوتهم الماء البارد. وقد قال الله تعالى ان الله حرمهما على الكافرين وهو ما كان يذكره ابراهيم النخاعي كلما مر باية سورة سبأ قائلا ما قرأت هذه الاية الا ذكرت برد الشراب وقرأ وقرأ وحين بينهم وبين ما يشتهون فان اذن الله لهم في الشراب وفتح لهم هذا الباب كان بابا جديدا من ابواب العذاب وهو شراب اهل النار