ستة الحرف. الحرب. الحرب. جعل الله تعالى في الدنيا اشياء كثيرة تذكرنا بالنار وما فيها من الام وعقوبات ومن ذلك حر الصيف قال النبي صلى الله عليه وسلم اشتكت النار الى ربها وقالت اكلا بعضي بعضا. فجعل لها نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف فاما نفسها في الشتاء فزمهرير. واما نفسوها في الصيف فسموها وفي هذا اشارة نبوية الى الصلة الوثيقة بين حر النار وحر الصيف لذا كان هذا الحر من اعظم المذكرات بنار جهنم وقد كرر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذه العلاقة حين قال ابردوا بالظهر فان شدة الحر من فيح جهنم وقوله ابردوا اي اخروا الصلاة عن وقت شدة الحر وتجاوزوا وقتها المعتاد الى ان تنكسر شدة الحر وفي رواية للبخاري ابردوا بالصلاة والمراد بالصلاة الظهر. لانها الصلاة التي يشتد الحر في اول وقتها وان كان هذا في امر الصلاة فان واحدا من الحجاج اثر الحراء وزهد في الرخصة فعانى حر الشمس طمعا في نجاة يوم القيامة كان بعضهم اذا احرم لم يستظل. فقيل له لو اخذت بالرخصة فانشد. ضحيت له كي استظل بظله اذا ظل اضحى في القيامة خالصا. فواسفا ان كان سعيك خائبا. وواسفا ان كان حظك ناقصا واورد ابن قدامة في مختصر منهاج القاصدين وكان بعضهم اذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب الى الجنة او النار فان الساعة تقوم في يوم الجمعة. ولا ينتصف ذلك النهار حتى يقيل اهل الجنة في الجنة. في الجنة واهل النار في النار في النار قاله ابن مسعود وترى قوله اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا خير مستقر واحسن مقيلا وكثير من الناس يتقي حر الشمس بيده او بمظلة او حتى جدار لكنه لا يكلف نفسه عناء ان يتقي نار جهنم ندم فيتعرض لها صباح مساء بعمله السيء. وصحيفة اعماله المخزية ولذا صدح الشاعر المؤمن بقوله نسيت عند ارتكانك للهوى وان تتوقى حر شمس الهواجر كانك لم تدفن حميما ولم تكن له في الموت يوما بحاضر وهو ما ابكى صاحب القلب الحي والذاكرة الايمانية النشطة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز الذي ما انسته برودة النعيم حر العذاب. ولا الهته اعباء الخلافة وابهة الحكم عن شدة الحساب يوم الحساب وذلك حين رأى قوما في جنازة قد هربوا من الشمس الى الظل وتوقوا الغبار فبكى ثم انشد من كان حين تصيب الشمس جبهته او الغبار يخاف الشين والشعث ويألف الظل كي تبقى بشاشته سوف يسكن يوما راغما جدفا في ظل مقفرة غبراء مظلمة يطيل تحت الثرى في غمه اللبث تجهزي بجهاز تبلغين به يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا