سبعة الحمى وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمى حظ كل مؤمن من النار. وفي الحديث الحمى اكير من جهنم وهي نصيب المؤمن من النار والسبب ان الحمى وارتفاع درجة الحرارة اثناء نزلة برد او نحوها تعمل في القلب عمل النار في الجسد. فتنقي المؤمن من الذنوب كما ينقي الكير خبث الحديد. واذا طهر المؤمن من ذنوبه في لم يجد حر النار يوم القيامة. لان الناس تجد حرها عند المرور عليها بحسب ذنوبهم. فمن تطهر من الذنوب في الدنيا على الصراط كالبرق الخاطف دون ان يجد من حرها شيئا والمؤمن في دنياه لا ينفك عن ذنب يصيبه فتعجل عقوبته لطفا به ليلقى ربه طيبا. وقد كان ابو هريرة رضي الله عنه يؤثر الحمى على سائر الامراض لسبب عجيب قائلا احب الاوجاع الي الحمى. لانها تعطي كل مفصل حقه من الاجر بسبب عموم وجع ولهذا الفضل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبها. وذلك لما دخل صلى الله عليه وسلم على ام السائب او ام المسيب. فقال ما لك يا ام السائل؟ او يا ام المسيب؟ تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لها لا تشبي الحمام فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحد وليست الحمى هي المقصودة من الامراض فحسب بل كل الم يجده الانسان. واي ضيق او كرب يمر به يتذكر به النار فاذا كان هذا الالم الصغير قد بلغ به من الضيق منتهاه وربما جعله يتقلب على سرير الالم ومهاد الشوك. وقد تكون بعض الالام من صعوبة بحال يتمنى معها المرء الخلاص ولو بالموت فلا يجده. فكيف بالالم الاكبر في النار كان سفيان الثوري اذا عاد رجلا ذكر هذا المعنى الدقيق الذي لا يشعر به سوى اصحاب الحساسية الايمانية فقال عافاك الله من النار واذا ذكرت النار عند مرضك هان عليك وخف لان النار تأكل ما سواها كانت امرأة من العابدات بالبصرة تصاب بالمصائب فلا تجزع. ما اصاب بمصيبة فاذكر معها النار الا صارت في عيني اصغر من الذباب ولذا تختلف مقاييس اهل الاخرة في الصحة والمرض وسعة العيش وضيقه والسعادة والتعاسة. حيث يقاس كل هذا بحسب بعده عن النار او قربه منها ومن هنا كان ابو الدرداء رضي الله عنه اذا قيل له كيف اصبحت؟ قال اصبحت بخير ان نجوت من النار