ثمانية نار الدنيا قال تعالى قال تعالى قال تعالى نحن جعلناها تنكرة ومتاعا للمقوين. تذكيرا بنار جهنم حيث علق الله بها باب المعايش كلها وعمت البلوى بالحاجة اليها لتكون حاضرة امام الناس ينظرون اليها ويذكرون ما اوعدوا به كلما استخدموها ومن هنا احرق القوم شهواتهم بذكرنا للاخرة يذكرونها بالنظر الى نار الدنيا. فكان غير واحد منهم يذهب الى الحدادين ينظر اليهم. يبتغي بتلك النظرة الذكرى او العظة وربما ترك مس النار اثرا اقوى لا ينسى فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ربما توقد له النار ثم يدني يده منها ثم يقول يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر ومثله من الصحابة الاحنف بن قيس في صحوة حسابية فريدة. يجيء الى المصباح بالليل. فيضع اصبعه فيه ثم يقول حس حس ثم يقول ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يومك ذهب الله هو المساعد ولعظمة النار فالله وحده هو الذي يعذب بها وليست نار الاخرة هي المقصودة فحسب. بل نار الدنيا كذلك فلا احد مسموح له ان يعذب بنارها الا الحق سبحانه وهو ما ورد في حديث حمزة الاسلمي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امره على سرية قال له ان وجدتم فلانا فاحرقوه بالنار فوليت فناداني فرجعت اليه فقال ان وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه. فانه لا يعذب بالنار الا رب النار ورأى النبي صلى الله عليه وسلم قرية قد حرقها اصحابه فقال من حرق هذه على الصحابة نحن قال انه لا ينبغي ان يعذب بالنار الا رب النار منا ذكاء مؤمن لكن جارية مؤمنة تقية ذكية لجأت الى الاحراق بالنار تنبيها لا تقتيلا وتذكرة لا تهلكة وهي جارية كان يملكها عبدالله بن مرزوق. وكان من حاشية الخليفة المهدي. وما نعرف اسمها. لكن عرفنا فعلها الجميل فشرب سيدها ذات يوم على لهو وسماع فلم يصلي الظهر والعصر والمغرب. وفي كل ذلك تنبهه جارية قضية عدة فلما جاز وقت العشاء جاءت الجارية بجمرة فوضعتها على رجله فانزعج وقال ما هذا؟ قال جمرة من نار الدنيا فكيف تصنع بنار الاخرة؟ فبكى بكاء شديدا ثم قام الى الصلاة ووقع في نفسه ما قالت الجارية فلم يرى شيئا ينجيه الا مفارقة ما هو فيه من ما له؟ فاعتق جوارح وتحلل من معامليه وتصدق بما بقي حتى صار يبيع البقي وتبعته على ذلك الجارية. فدخل عليه سفيان بن عيينة وفضيل بن عياض. فوجد تحت رأسه لبنة ليس تحته شيء. فقال له سفيان انه لم يدع احد لله شيئا الا عوضه الله منه بدلا. فما عوضك مما تركت. قال الرضا بما انا فيه والزم نفسه العزائم يستدرك بها ما اوقعه ابليس فيه من الهزائم. فقد رؤي عبدالله بن مرزوق في مكة يطلب الكعبة فسئل راكبا جئت ام رجلا؟ فقال ما حق العبد العاصي ان يرجع الى باب مولاه راكبا لو امكنني جئت على رأسي وكل هذا في ميزان حسناتي جارية