الفصل الثالث طاعات مكافحة النيران تمثل الطاعات خط الدفاع الاول للمؤمن وقوة الحماية المتقدمة في وجه الشيطان وعلى اعتابها تقف المعاصي متوثمة ويتربص ابليس متحفزا ينتظر ثغرة في الجدار ليخترق اخترق وهذا المعنى نلمحه من بريق الحديث النبوي لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الاول حتى يؤخرهم الله في في النار فمن العلاقة بين الصف الاول والنار؟ ان لم تكن ما قلت فاذا هجم عليك الشيطان واذاك ولم ترد على الشيطان ضربته او تسترد ما سلبه منك زادت جرأته عليك وتقدم على قلبك اكثر واكثر وسلب من رصيد الايمان قدرا اكبر وانت السبب. هذه الطاعات التي تقي عذاب النار وفضلها وصفتها وعددها كل ذلك معروف لنا تفصيلا لم يقصر في توضيحه الرسول صلى الله عليه وسلم. لم يقصر فيه مقدار شعرة او مثقال ذرة حاشاه. قال صلى الله عليه وسلم ما بقي من شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار الا وقد بين لكم وبذلك لم يعد لاحد فينا عذر وتمت البشارة والنذارة الكاملة وبقيت الاستجابة منوطة بحيوية القلوب ويقينها تنبيه لازم للفهم ستمر عليك في هذا الباب احاديث نبوية فيها قوله صلى الله عليه وسلم حرم الله عليه النار او قوله حرم على النار فما المقصود منها؟ وهل كل من فعل عدن قلت او كثرت داوم عليها ام لم يداوم اعتق من النار المقصود بذلك في هذه الاحاديث نار الخلود واذا تجنب العبد الذنوب او تاب او عفا الله عنه دخل الجنة وظاهر هذه الاحاديث يقتضي عدم دخول اي احد من نار لما فيها من التعميمة. لكن قامت الادلة القطعية على لان طائفة من عصاة الموحدين يعذبون ثم يخرجون لذا فظاهر هذه الاحاديث غير مراد. كأنه صلى الله عليه وسلم اراد ان ذلك مقيد بمن عمل صالحا. او في من عمل هذه الاعمال ثم مات عليها او خرجت هذه الاحاديث مخرج الغالب اذ الغالب ان الموحد يعمل الطاعة ويجتنب المعصية حتى يختم له قال الميناوي معلقا على حديث من هذه الاحاديث قد يتخذ نحو هذا الحديث البطلة والاباحية ذريعة الى طرح كليف ورفع الاحكام وابطال الاعمال ظانين ان الشهادة كافية في الخلاص. ولا يستلزم طي بساط الشريعة وابطال الحدود ويوجب كون الترغيب في الطاعة والتحذير من المعصية غير متضمن طائلا. وبالاصل باطلا بل اقتضي الكون من خلاعي من ربقة التكليف والانسلال عن قيد الشريعة والخروج عن الضبط والولوج في الخيط وترك الناس سدى من غير مانع ولا دافع وذلك مفض الى خراب الدنيا والاخرى لكن يبقى ان من حصل من اسباب النجاة والعتق اكثر من غيره كانت فرصته في النجاة اوفر ولحق بالصحاب الكرام الذين بلغ من كرامتهم على الله ومكانتهم عنده ان اخبروا بنجاتهم وهم احياء. وعتقهم من عذاب ربهم وهم لا يزالون يدبون على وجه الارض وان لم يكن الصديق في مقدمة هؤلاء فمن يكون؟ عن عائشة ان ابا بكر رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انت عتيق الله من النار. فيومئذ سمي عتقا فاذا اردت ان تلحق بالعتيق فما عليك الا ان تسلك طريقه وتقلد سلسلة اعماله وقائمة طاعته