واحد الدموع النازفة. الدموع النازفة. الدموع النازفة وعينان بكتا من خشية الله هما عينان لا تمسهما فوجب تقديم الشكر لهما على هذه الخدمة الجليلة بل على هذه النجدة المصيرية التي استيقظت صاحبها من عذاب الخلد وهذا هو الجمال الحقيقي للعين والا فما جمال عين تسيل في النار غدا؟ وتتحول الى جمرتين النطرف بن عبدالله بن الشخير عن ابيه قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي. ولجوفه ازيز كازيز المرجل. يعني وبكاؤه صلى الله عليه وسلم انما هو محض تعليم لامته واما هو فاعظم الامنين الفرحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وممن استجاب لدعوة رسوله يزيد ابن الذي سئل ما لي ارى عينك لا تجف؟ قال للسائل وما مسألتك عنه؟ قال عسى الله ان ينفعني به قال يا ان الله قد توعدني ان انا عصيته ان يسجنني في النار. ووالله لو لم يتوعدني ان يسجنني الا في الحمام لكنت حريا الا تجف لي عيني. اما ان بكيت فلن الام على البكاء فلطالما استعرقت في العصيان يا رب عبدك من عذابك مشفق بك مستجير من لظى النيران. ارحم تضرعه اليك وحزنه. وامنن عليه يوم بالغفران وليس بعد الموت الا احد المستقرين. ان لم تكن الجنة كانت الاخرى النار لذا لما عوتب عطاء السلمي في كثرة بكائه قال اني ذكرت اهل النار وما ينزل بهم من عذاب الله نفلت نفسي فكيف لنفس تغل يدها وتسحب الى النار ولا تبكي. ويساعد على البكاء ويستجلب دموعه. روحانية الصلاة والخشوع فيها. لذا لما سئل سعيد بن عبدالعزيز ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة قال ما قمت في صلاتي الا مثلت لي جهنم. والبكاء في حقيقته ثمرة من ثمار خشية الله فقد قال تعالى وياخرون للاذقان يذكرون ويخرون للالقان يبكون ويزيدهم خشوعا لكن لا يحس بهذا الا من احرق الخوف قلبه. وزاد اليقين شفافية نفسه. فرأى ما لا يراه الغافلون وعلم ما لم يعلمه وكأن عامة الناس عمي. ولا يبصروا الا الموقنون وقد اطلق عمر ابن ذر على كل من انتمى الى هذا الصنف المبارك لقب النائحة الثكنة. فقد قال ذر بن عمر لابيه عمر ابن ذر. ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي احد اذا تكلمت انت سمعت البكاء من كل جانب قال يا بني ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة. واخرون ما بكوا في الدنيا قط فبكوا في الاخرة ولكن بعد فوات الاوان وحلول الكارثة ذهب العمل وجاء العقاب ما بكوا على تضييع وقت او مقارفة ذنب او فوات طاعة. وما تأسفوا على عظم المصاب قالوا اشد العقاب قال صلى الله عليه وسلم ان اهل النار ليبكون حتى لو اجريت السفن في دموعهم جرت. وانهم ليبكون الدم دم فاي البكاء تختار ولاي الفريقين تنتسب مع علمك ان البكاء من موجبات الرحمة لعل الله يراك على حالتك هذه فيرحمك واذا كانت النار تستجير لك عند ربك فتقول اللهم اجره مني كلما استجرت الله منها فما ظنك بفعل يكرهوه في الرحيم اذا رآك ترتجف بالبكاء بين يديه