اثنان الدعاء المتكرر عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان اكثر دعوة يدعو بها ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار واجمل الاقوال في تفسير الحسنة في الدنيا العبادة والعافية. وفي الاخرة الجنة والمغفرة. ومعنى قوله وقنا عذاب بالنار اي احفظها من كل شهوة وذنب يجرنا اليها وفيه طلب العفو عن التقصير والعصيان ان هما غلبا وتمكنا والخوف من النار واليقين به دفع بعض الصحابة الى تمني تعجيل العقوبة في الدنيا ان كان ذلك سيحميه من عقوبة الاخرة وهذا من معرفتهم قدر العذاب واستشعارهم له. فعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كنت تدعو بشيء او تسأله اياه قال نعم كنت اقول اللهم ما كنت معاقبي به في الاخرة فعجله لي في الدنيا. فقال صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله لا تطيقه او لا تستطيعه افلا قلت اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة بحسنة وقنا عذاب النار قال فدعا الله له فشفاه. فشفاه ونحن اليوم في امس الحاجة لهذا الدعاء في مواجهة فريقين متكتلين وحزبين متآزرين ابلسة الانس المتربصين بنشر الفحشاء وقطع الطريق الى العلياء وشياطين الجن الذين لا ينامون. وقد عزم كل منهما على ان لا يدخل النار وحده. لذا كان اعظم سلاح يدفع به مكر الليل والنهار من هؤلاء الدعاء. والامر كما قال يحيى بن معاذ ابن ادم احذر الشيطان فانه عتيق وانت جديد. وهو فارغ وانت مشغول. وهمته واحدة وهي هلاكك. وانت عهم من كثيرة وهو يراك وانت لا تراه وانت تنساه وهو لا ينساك. ومن نفسك للشيطان عون عليك كاد من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم رب جبريل وميكائيل ورب اسرافيل اعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر وهو كما ترى يعلمك هذا الدعاء لتحفظه وتستحضره دوما في خاطرك. وهي الوصية التي كررها النبي صلى الله عليه وسلم مع ام حبيبة رضي الله عنها لكن هذه المرة بالامر المباشر والتوجيه القاطع. واسمع عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قالت ام حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم اللهم امتعني بزوجي رسول الله وبابي ابي سفيان وباخي معاوية فقال صلى الله عليه وسلم سألت الله لاجال مضروبة وايام معدودة وارزاق مقسومة. لن يعجل شيء منها قبل اجله ولا وخم ولا يؤخر ولو كنت سألت الله ان يعيذك من النار وعذاب القبر كان خيرا وافضل هي وصية مباركة بركة التوجيه النبوي تعيد صياغة النفس المؤمنة على نحو يجعل الاخرة مقدمة على كل شيء وفي اول سلم الاولويات وهي ليست دعوة لعدم سؤال الله من فضله بل دعوة لاعطاء الاخرة قدرها وانزالها منازلها وهل تساوي الدنيا في الاخرة شيئا فالى الله نشكو همة دنيوية ورغبات ارضية صرفت القلب عن حياته وتركته في سباته حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال صلى الله عليه وسلم اذا فرغ احدكم من التشهد الاخير فليتعوذ بالله من اربع. من عذاب جهنم ومن عذاب القبر باب القبر. باب القبر. من فتنة المحيا والممات. ومن شر فتنة المسيح الدجال هذه خمس مرات يوميا على الاقل يذكر فيها المسلم جهنم ويتعوذ منها جعلها الله لفريضة يذكرها المرء اجباريا. فلا مجال للنسيان او الانشغال. وعندما تنتهي صلاتك فلا تفعل جوارحك ما يريدك ما تعوذ منه لسانك منذ لحظات. والا كنت كنت ماذا؟ كنت ماذا؟ كنت ماذا بل حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ان يعلم اصحابه هذا الدعاء ويحفظهم اياه كأنه سورة من القرآن فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة فمن القرآن قولوا قولوا اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم واعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال الرجال واعوذ بك من فتنة المحيا والممات وورث ابو هريرة المهمة واستمر في اداء الرسالة قائما بها على اكمل وجه. وذلك بطريقة مبتكرة وصيحة متكررة. كان له كل يوم صيحتان. اول النهار واخره. يقول ذهب الليل وجاء النهار. وعرض ال فرعون على النار فلا يسمعه احد الا استعاذ بالله من النار يا من يطمع في العتق من النار ثم يمنع نفسه الرحمة بالاصرار على كبائر الاثام والاوزار استعذ بالله بالله من النعم حديث ابي هريرة كان اذا كان في سفر ساسحر يقول سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صاحبنا وافضل علينا عائدا بالله من النار فكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام في السحر وركب فيه او انتهى في سيره الى السحر سمعه السامع يحمد الله وقوله سمع سامع روي بوجهين فتح الميم مع تجديدها سمع ومعناه بلغ قوليها هذا رجلا فسمعه ثم بلغه هو لغيره تنبيها له على فضل الذكر في السحر والدعاء في هذا الوقت المبارك. والثاني بكسر الميم وتخفيفها سمع ومعناه شهد شاهد على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلاءه. والمعنى ان حمدنا لله تعالى على نعمه وانعامه علينا اشهر من ان يخفى على صاحب سمع. وكلمة سامع نكرة وبها العموم اي سامع. وحسن بلاءه علينا قال التور بشتي اراد بالبلاء النعمة والله سبحانه يبلو عباده تارة بالمضار ليصبروا وطورا بالمسار ليشكو ونبنوك من الشر والخير فتنة والينا توجون فالمحنة والمنحة جميعا بلاء لمواقع الاختبار. وكلاهما نعمة باعتبار حصول الاجر. والمنحة اعظم البلاء لاسيما لذوي النفوس الكاملة لانها الموجبة للقيام بحقوق الشكر. والقيام بها اتم واصعب واعلى وافضل من القيام بحقوق الصدر الحمد والدعاء يقوله النبي صلى الله عليه وسلم وهو على هذه الحال عائذا بالله من النار وهو ما يجعل القلب اخشع والاجابة اوقف