خمسة دافع عن اخيك قال صلى الله عليه وسلم من ذب عن عرض اخيه بالغيبة كان حقا على الله ان يعتقه من النار وفي الحديث تربية على الذاتية وانكار المنكر والجرأة في مواجهة الافك والمروءة الاجبارية التي يتعلمها المرء طمعا في عتق رقبته من النار قال النووي وفيه ان المستمع لا يخرج من اثم الغيبة الا بان ينكر بلسانه فان خاف فبقلبه. فان قدر على القيام او قطع الكلام لزمه. وان قال بلسانه اسكت وهو مشته ذلك بقلبه فذلك نفاق قال الغزالي ولا يكفي ان يشير باليد ان يسكت او بحاجبه او رأسه وغير ذلك. بل ينبغي الذب عنه صريحا. كما دلت عليه الاخبار التلميح اذا لا يغني عن التصريح. والذب الصريح باللسان ليس غيظ. هو الذي يصرف عنك النار ويحميك منها. قال صلى الله عليه وسلم من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة واخرج ابو داوود عن سهل ابن معاذ ابن انس الجهني عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمى مؤمنا للمنافق قال بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم والسبب في ذلك ان عرض المؤمن كدمه فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه. فيجازى على ذلك بصونه عن النار يوم القيامة هذا ان كان العبد ممن استحق دخول النار فان كان من اهل الجنة كانت مكافأته زيادة نعيمه ورفعة درجاته في الجنة هذا ثواب الاخرة. فماذا عن ثواب الدنيا اليس فيها ثواب معجل او حسنة قريبة بلى وهذه هي النصرة الربانية التي يتمتع بها المرء سبق وان بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله من نصر اخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والاخرة نصره في الدنيا بان اوقف له من يرد عنه غيبته ويدافع عنه من ورائه. ويسل لسانه نصرة له. اما في الاخرة فالنصرة الاهم في مواجهة العذاب من روائع السعدية قال الامام ابن سعدي رحمه الله وقع رجل في رجل من اهل الدين وجعل يعيبه ويعين بعض ما يعيبه به فقال بعض الحاضرين له هل انت متيقن ما عبته فيه؟ ومن اي طريق اخبرت به؟ ثم اذا كان الامر الذي ذكرته يقينيا فهل يحل لك ان تعيبه ام لا اما الاول فاني اعرف انك لم تجالس الرجل وربما انك لم تجتمع به وانما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه. وهذا معلوم انه لا يحل لك ان تبني على كلام الناس وقد علم منهم الصادق والكاذب والمخبر عما رأى والمخبر عما سمع. والكاذب الذي يخلق ما يقول فاتضح انه على فكل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيها ثم ننتقل معك الى المقام الثاني. وهو انك متيقن ان فيه العيب الذي ذكرته. وقد وصل اليك بطريق يقيني فهل تكلمت معه ونصحته ونظرت هل له عذر ام لا؟ فقال لم اتكلم معه في هذا بالكلية. فقال له هذا لا يحل انما يجب عليك اذا علمت من اخيك امرا معيبا ان تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء. ثم اذا نصحته واصر على العناية فانظر هل لك في عيبك له عند الناس مصلحة وردع ام في ذلك خلاف ذلك وعلى الاحوال كلها فانت اظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وانكار المنكر وانت في الحقيقة الذي فعل المنكر وما اكثر من يجري منه مثل هذه الامور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة وقلة الورع