تسعة الصبر على موت الاولاد اخرج البخاري ومسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. قال اجتمعنا في يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا ثم قال ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد الا كانوا لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين واثنين واثنين وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد. فيلج النار الا تحلة القسم فافاد الحديث ان المؤمن الذي يموت له ثلاثة اولاد فيحتسب ويصبر لا تمسه النار وان وروده على الصراط لا يؤذيه وانما يجتازه كلمح البصر او هو اسرع وقد حدث هذا بالفعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد اتت امرأة بصبي لها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله له فلقد دفنت ثلاثة قبله قال صلى الله عليه وسلم دفنتي ثلاثة ثلاثة مستعظما امرها؟ قالت نعم. قال لقد احتبرت بحضار شديد من النار اي امتنعت عن النار وتترست منها بمن مات من اولادك فما اعظم الاجر واجزدل الثواب. ولذا استعذبوا العذاب ثقة بوعد الله فعن كثير ابن تميم الداري قال كنت جالسا مع سعيد بن جبير فطلع عليه ابنه عبدالله وكان به من الفقه ما كان. فقال اني لاعلم خير حالته. قالوا وما هو؟ قال ان يموت فاحتسبه. وكانوا يرون البلاء مع الصبر نعمة عظيمة فهذا ابو العباس سعيد السراج يقول مات ابو الحسن بن عبدالعزيز الجردي فدخلت على امه فقلت لها تعزي فقالت مصيبتي اعظم من ان افسدها بجزع ولما مات لرجل من السلف ولد عزاه سفيان ابن عيينة وهو في كرب شديد. وعزاه اخرون. فلم يكشف ما به من الغم. حتى جاء الفضيل بن عياض فقال له يا هذا ارأيت لو كنت وابنك في سجن فافرج عن ابنك قبلك اوما كنت تفرح قال بلى قال فان ابنك قد خرج من سجن الدنيا قبلك فسري عن الرجل وانكشف همه وقال تعزيت