اشتري نفسك من الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة وفي رواية الطبراني اجعلوا بين القلوب وبين النار حجابا ولو بشق تمرة وقد وعت الدرس ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فانفقت ولو كان الانفاق عنبة واحدة وتصدق عبدالرحمن بن عوف بعنبة حين لم يجد غيرها. وسعد بن ابي وقاص تصدق بتمرة. ولم لا؟ وقد حفظوا من كتاب ربهم وتعلموا من نبيهم لا تحقرن من المعروف شيئا وحتى لو كانت هذه التمرة مبذولة لمن تجب له النفقة عليك كما حدث مع عائشة رضي الله عنها التي روت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فاطعمتها ثلاث تمرات فاعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت الى فيها تمرة لتأكلها. فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد ان تأكلها بينهما. فاعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله قد اوجب لها بها الجنة او اعتقها بها من النار ومن اعلى الهمم التي طلبت العتق من النار بالسير في هذا الطريق الصحابي الجليل معاذ بن عفراء رضي الله عنه صاحب العقبتين وبدر الذي كان لا يدع شيئا الا تصدق به. فلما ولد له ولد استشفعت اليه امرأته باخواله فكلموه قالوا له انك قد اعنت فلو جمعت ما لك لولدك فقال ابت نفسي الا ان استتر بكل شيء اجده من النار وليست الوقاية من عذاب النار فحسب بل وما قبل عذاب النار وذلك من اهوال يوم القيامة في ساحة الحشر. تأتي الصدقة لتظلل صاحبها وتحميه من الشمس الدانية المحرقة قال صلى الله عليه وسلم كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس فالناس في حر يوم القيامة يتألمون ويقاسون ويرهقون وصاحبنا المنفق في الظل مستريح يتبرد قال الميناوي كأن صدقته تجسد كالطود العظيم فيكون في ظله او هو مجاز. وقال العامري ليس المراد بها ظله من حر الشمس فقط بل تمنعه من جميع به وتستره من النار اذا واجهته وتوصله الى جميع المحاب. من قولهم فلان في ظل فلان. وتمسك به من فضل الغني الشاكر على الفقير الصابر ولو لم يكن في فضل الصدقة الا انها لما تفاخرت الاعمال كان لها الفضل عليهن لكفى بها فضلا وللنساء اوجس والصدقة في حق النساء اوجب والسبب نجده بين ثنايا حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه. قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير اذان ولا اقامة. ثم قام متوكأ على بلال. فامر بتقوى الله فعلى طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى اتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال تصدقنا فان اكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من وسط النساء سفعاء الخدين. فقالت لم يا رسول الله؟ قال لانكن يكثرن الشكاوى الشكاوى وتكفرن العشير قال فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلاد من اقراطهن وخواتمهن. وانظر كيف الربط بين الخوف والعمل في الحديث ثم قلد