ستة اللصوص. اللصوص. اللصوص قال صلى الله عليه وسلم ان رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة يدخل في هذا الحديث المرتشون والغشاشون واي مؤتمن خائن وكل من استرعاه الله راعية وامانة فخانها والذين ينظرون الى مصالح الامة على انها غنيمة باردة ولقمة سائغة وفرصة للتربح وحيلة لثراء في حديث البخاري واهل النار خمسة ومنهم والخائن الذي لا يخفى له طمع وان دق الا خانه الا خانه وما اجمل هذه الوصية التي وجهها والد رحيم بولده. مشفق عليه من عواقب شرهه وهو والد عبيدالله بن شميط بن عجلان حين رأى في المال وظيفة اخرى عند اهل النفاق فقال موصيا ولده الدنانير والدراهم ازمة المنافقين بها يقادون الى النار. ولسنا نتعلم اصول الامانة وطهارة اليد من من جيل اتقى من الصحابة عليهم سحائب الرضوان. عن موسى ابن عقبة قال لما ولي عياض ابن غنم قدم عليه نفر من اهل بيته يطلبون صلته فلقيهم بالبشر وانزلهم واكرمهم فاقاموا اياما ثم كلموه في الصلة واخبروهم بما لقوا من المشقة في السفر رجاء صلتهم فاعطى كل واحد منهم عشرة دنانير. وكانوا خمسة فردوها وتسخطوا ونالوا منها فقال اي بني عمرو والله ما انكر قرابتكم ولاحقكم ولا بعد شقتكم. ولكن والله ما حصلت الى ما وصلتكم به الا ببيع قادمة وببيع ما لا غنى بي عنه فاعذروني. قالوا والله ما عذرك الله. فانك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهده ان يبلغه الى اهله؟ قال فتأمرونني اسرق مال الله فوالله لان اشق بالمنشار احب الي من ان اخون فلسا او اتعلم. قالوا قد عرضناك في ذات يدك. فولنا اعمالا من اعمالك. نؤدي ما يؤدي الناس اليك ونصيب من المنفعة ما يصيبون. وانت تعرف حالنا. وانا ليس نعد ما جعلت لنا. قال والله اني لاعرفكم بالفضل والخير. ولكن يبلغ عمر اني وليت نفرا من قومي فيلومني قالوا قد ابو عبيدة وانت منه في القرابة بحيث انت. فانفذ ذلك عمر فلو وليتنا لانفذه. قال اني لست عمر كابي عبيدة فمضوا لايمين له. هذه اللذة الدنيوية التي حصلها من اكل اموال الناس بالباطل ما قدرها بل ما لذات الماضي كلها التي مرت بك طوال حياتك. هل تحس باي منها الان وقد استحال الذكرى وصارت منسيا وهو ما ادهشنا به ابن الجوزي فقال هل تجد لماضي العمر لذة؟ والباقي على القياس؟ يتوسع اليوم قوم في حرام ويلتذون به. فهم في شهوات ينفق عليها من اموال الشبهات ظلمات فوق ظلمات. ثم ما ينقلب الحرام بعد موتهم جمرا في بطونهم. فمات في لذته بتبعته. تفنى اللذاذة ممن نال لذتها من الحرام ويبقى الاثم والعار تبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار عليها النار هو ما فهمه الامراء والحكام زمن العدل والرشاد. وعلى القمة منهم عمر بن عبدالعزيز الذي دخل يوما على امرأته فقال يا فاطمة عندك درهم اشتري به عنبا؟ قالت لا. فاقبلت عليه. فقالت انت امير المؤمنين لا تقدر على درهم تشتري به عنبا؟ قال هذا اهون علينا من معالجة الاغلال غدا في نار جهنم وهو ما تعلمه الخليفة الراشد من جيل الصحابة وخير قرون هذه الامة بشهادة رسول الله. صلى الله عليه وسلم وذلك بمواقف عملية قبل ان يكون بكلمات وعظية. فهذا ابو هريرة رضي الله عنه. تقول له ابنته يا ابتي ان البنات يعيرنني. يقول له لم لا يحليك ابوك بالذهب؟ فقال يا بنية قولي لهن ابي يخشى علي حر اللهب. فاذا اضفت لذلك ان الحريص على جمع المال والزاهد في تحصيله. كلاهما يستوفي رزقه المقدور غير منقوص فعلام التهافت على نار جهنم اذا المرتشون الوشوش قال النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يخاطب كل موظف يرتشي تحت ذريعة ان راتبه لا يكفيه. من استعملناه على عمله فرزقناه رزقاه رزقا فما اخذ بعد ذلك فهو غلول ورد النبي صلى الله عليه وسلم على كل من خادع ربه فتصدق من المال المسروق. وتطهر بالنجاسة من النجاسة قال لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ومزق النبي صلى الله عليه وسلم دعاوى الشيطان لاكل الحرام وفتاوى ابليس لبائع الجنة فقال حاسبا هدايا العمال غلو قد تحول هذا الحديث النبوي الى قاعدة ادارية صارمة اخذت مكانها بجدارة وسط جهاز الدولة زمن الراشدين. بعد ان رأوا اعينهم اثر الرشوة الهدام ودورها في افساد الذمم. نقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رجلا اهدى له فخذ جزور. ثم فاتاه بعد مدة ومعه خصمه. فقال يا امير المؤمنين اقض لي قضاء فصلا كما يفصل الفخذ من الجزور فضرب عمر بيده على فخذه وقال مرددا نص القاعدة النبوية السابقة الله اكبر. اكتبوا الى افاق هدايا العمال غرور. وفقه الفاروق الدرس. فلم يخدع من جحر مرتين. فقد اهدى رجل من عماله نمرقتين لامرأته. فدخل عمر فرآهما. والنمرقة هي الوسادة الصغيرة. فرآهما عمر فقال من اين لك هاتين؟ قالت اشتريتهما. قال اخبريني ولا تكذبيني؟ قالت بعث بهما الي قال قاتل الله فلانا اذا اراد حاجة فلم يستطعها من قبلي اتاني من قبل اهلي. فاجتبذهما اجتبابا شديدا اي اخذهما من تحت من كان عليهما جالسا. فخرج يحملهما فتبعته جاريتها. فقالت ان صوفهما ففتقهما وطرح اليها الصوف وخرج بهما فاعطى احداهما امرأة من المهاجرات واعطى الاخرى امرأة من الانصار. اخطر الوادي الحرام رشوة. وقد نهانا ربنا في كتابه فقال ولا تأكل اموالكم بينكم بالباطل وتدعو بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال من الاثم وانتم تعلمون وهذا في عموم اكل اموال الناس بالباطل. وهو شامل لكل صور اكل الحرام سواء بالغش والتدليس ونقص الوزن والتطفيف والاختلاف اسيا والاغتصاب والسرقة والنهب وكذلك الربا والرشوة. لكن الله خص الرشوة هنا بالذكر اهتماما بها وتدليلا على وتنبؤا بشيوعها وكونها من اخطر الوان اكل الحرام. وهو اختصاص يعرف عند المفسرين بالاهتمام الخاص من بين افراد عامر وقد صور الله الرشوة صورة بلاغية رائعة مطابقة لصورة الراشي والمرتشي. بطرفيها. حيث قال وتدلوا الى الحكام والادلاء هو ارسال الدلو في البئر. ولا يكون الا بحبل وحبل الدلو يسمى رشاء. فالرشاء والرشوة كما ترى من مادة واحدة والمدلي هو الراشي والمدلى اليه هو المرتشي. وما في الدلو هو الرشوة ولما كما التدلي مرادفا للتدني وهو ضد الترفع فكان الاية تحكم على المرتشي انه تدنى من منعت العز الى هوة الذل ومن رفعة الصدق الى سحيق الكذب كذب ومن علياء الامانة الى حضيض الخيانة. وانحرف بذلك عن جادة الجنة الى شعاب جهنم. لكن لماذا خص الله الحكام بذكر الرشوة؟ مع كونها ليست قاصرة عليهم. والجواب بانها منهم اعظم خطرا. واشد فتكا فهم ميزان العدالة واذا فسد الميزان اختل الاتزان. ولانهم رأس الجسد. واذا مرض الرأس عم الوباء الامة باسرها. حتى حول الرشوة الى لغة التواصل بين الناس. وشرط قضاء الحوائج بينهم وانفاذ مصالحهم. وهذا هو حالنا يوم اليس كذلك؟ اليس كذلك