ثمانية دعاة جاءت الاحاديث بنوعين من العذاب اختص الله بهما من امر الناس ولم يأتمر. ونهاهم عن المنكر ولم ينته وهما كما يلي الحديث الاول عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة اسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من النار. فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال الخطباء من امتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم وهم يتلون الكتاب افلا يعقلون يعقلون يعقلون الحديث الثاني يجاء بالرجل يوم القيامة. فيلقى في النار فتندلق اقدامه وفي رواية اقطاب بطنه فتندلق اقتراب بطنه في النار. فيذوب كما يدور الحمار برحاه. فيجتمع اهل النار عليه فيقولون يا يا فلان. ما شأنك؟ ما شأنك؟ اليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال كنت امركم بالمعروف ولا اتيه وانهاكم عن المنكر واتيه وفي رواية اني كنت امركم بامر واخالفكم الى غيره ومعناه تندلق اي تخرج امعاؤه من بطنه بقوة من شدة القائها فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى ليكون عبرة وفضيحة ونكالا. والاظهر ان المراد انه يدور بسبب شدة في الامه بسبب خروج امعائه. وفي هذا الحديث وعيد شديد لمن خالف قوله فعله وان العذاب يشدد على العالم اذا عصى اعظم من غيره وان فضيحة الغد تنتظر علماء مشهورين ومشايخ معروفين كانوا من المغرورين وبعلمهم من غير العاملين. اخواني يا راغبي العتق من النار. العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل المصباح يضيء للناس ويحرق نفسه كما قال ابو العتاهية وبخت غيرك بالعمى فافدته بصرا وانت محسن لعماك لعماك لعماك وفتيلة المصباح تحرق نفسها للاعشاب وانت كذلك. يا من تنشد انقاذ غيرك من النار. انقذ نفسك اولا فاقد الشيء لا يعطيه والغريق لا ينقذ غريقا مثله. والنافلة لا يقبلها الله حتى تؤدى الفريضة الداعي الى ما لا يعمل به كحامل المسك اذا كان مسكوما لاحظ له فيما حمل. واصحاب الشخصية المزدوجة وذوي الوجهين هم ابعد الناس عن الله. اللهم صدق اقوالنا بافعالنا وزين قلوبنا برؤيتك في رؤيتك