تسعة صحبة وضرب النبي صلى الله عليه وسلم لنا مثلا بليغا. للرفيق الصالح ورفيق السوء ربط فيه ربطا مباشرا بين الصحبة السيئة وبين النار فقال صلى الله عليه وسلم انما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك اما ان يحذيك واما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير اما ان يحرق يا بكر فثيابك واما ان تجد ريحا خبيثة حرق الثياب هنا اشارة مجازية الى حرق الجسد بنار الاعمال القبيحة والمعاصي المهلكة التي تقود ولابد الى النار الحقيقية المعدة منذ زمن. يتطاير شعرها في جهنم كما يتطاير شرر في الدنيا غير انه شرر كالقصر وضرر جليس السوء مرده الى ان المرء مجبول على الاقتداء بجليسه والتأثر به وبعمله. وفي الحديث الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالف فمجالسة الحريص ومخالطته تحرك الحرص في النفس كما ان مجالسة الزاهد ومخاللته تبعث على الغيرة فتزهد في الدنيا. لان الطباع سراقة. وانت اذا قلت صاحب الهواء قادك ولابد الى طريقه ومذهبه. فاذا كانت طريقه تورد النار دخلتها معه دون ان تشعر. ولذلك جاء الامر النبوي صارما لا يحتمل اي تأويل. لا تصاحب الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقيا واستثار فكرك لتختار صحبتك بكل دقة. فقال المرء مع من احب وعلمك الدعاء التالي يردده مع انه صلى الله عليه وسلم المعصوم اللهم اني اعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء. ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقالة وكثير من الشباب اليوم يدرك ان عليه فراق صحبة السوء لكن لا تطاوعه نفسه على ذلك. ولا يستطيع وان يكسر هذا القيد الثقيل عنها. فيظل حبيس رفقتهم واسير معرفتهم. وربما رجع ذلك الى اسبابه. منها انهم يملأون عليه وقت فراغه القاتل. القاتل او انهم صحبة العمر الذين تربى معهم منذ صغره. او انهم وقفوا معه مواقف رجولة في وقت ملكوا فيه عقله وقلبه او انهم يعوضونه عن جوانب عاطفية افتقدها في اسرته في اسرته او انهم يمثلون طريقه الوحيد لتحصيل اللذة والمتعة او انهم يلبون احتياجاته ومتطلبات شبابه من رح المغامرة والتمرد والانطلاق المتوقدة في هذه السن احطم كل هذه الاسباب واسحقها بقوله لا تنظر فقط تحت قدميك. بل انظر امامك بر مستقبلك ومستقبلك في اخرتك. والصحبة هي التي تحدد معالم هذا المستقبل. فلا تقامر معهم بحياتك ولا تغامر بمصيرك وان لك موعدا لن تخلفه. وسيأتي اليوم الذي تجني فيه ما زرعت. حتى امك الحنونة ووالدك يفران منك ذلك اليوم. فما بالك باضر الخلق عليك؟ من صحبة شؤم سرقوا دينك. وبعثروا اخرتك ما تكون حالهم معك. الله تعالى اجاب فقال بعضهم لبعض عدو الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض معلوم الا المتقين اخي احذرهم احذرهم فانهم والله يزفونك الى النار وينسجون لك ثوب العذاب يلبسونك اياه في الجحيم. فماذا انت فاعل هل تعلم انه محال ان تستمر علاقة دنيوية في الاخرة الا في ظل المحبة في الله؟ اما المحبة في المال وفي الجاه وفي الشهوة وفي التجارة وفي الحرام فكل هذه المحاب مصيرها الى زوال. بل كما نطقت اية الزخرف الى عداوة الوقت تال فيا ايها البطل اتخذ قرارك الشجاع من الان. وانشد به الفرار وانشد به الفرار من حميم ان. وفارق هذه الصحبة التي تجلب عليك الدمار فانه والله نعم القرار ابى والا ساء في جهنم القرار الحشر مع الاعداء قال تعالى قال تعالى اخشوا الذين ظلموا ازواجهم وما كانوا يعبدون فتحشر صحبة السوء سويا وهم يختلفون ويتنازعون ويقتتلون وذلك مقدمة التنازل والتلاوم الاشد والامر في سقر قال ابن الجوزي في زاد المسير مفسرا قوله وازواجه اي امثالهم واشباههم وهو قول عمر وابن عباس والنعمان ابن ببشير ومجاهد واخرين. وروي عن عمر انه قال يحشر صاحب الربا مع صاحب الربا. وصاحب الزنا مع صاحب الزنا. و صاحب الخمر مع صاحب الخمر وهذا متسق مع ان اهل النار يحشرون زمرا وجماعات. وفوجا من بعد فوج وشم معي رائحة العقاب الاليم تفوح من الاية ليحيق بصحبة السوء فاهدوهم الى صراط الجحيم السيات الوحي وفي اجتناب رفقة السوء فوائد وقائية للفرد والمجتمع ما اروعها ومنها تمهيد الطريق المتجه صوب الجنة وقطع الطريق على المتوجه الى جهنم فاجتناب رفقة السوء صورة من صور قاعدة سد الذرائع التي شرعها الاسلام لابنائه. ليسد عليهم منافذ الشر ويمنع عنهم كل ما قد يتوهم المرء بساطته وهوانه تشمل هذه القاعدة على سبيل المثال تحريم النظر الموصل الى الزنا وتحريم قرين المسكر لانه مؤد الى كثيره وغيرهما الكثير من الفوائد الوقائية ردع صاحب السوء القائد غيره الى جهنم وحمله على سلوك الطريق المعاكس. وذلك عندما ويدرك ان هجره كان بسبب فساده وافساده. وربما ادى هذا الى صلاحه وهدايته. وانظر قصة كعب بن مالك رضي الله عنه لما تخلف عن غزوة تبوك وجاء يعتذر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فامر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بهجره وكان عونا له على حسن الاياب ومقدمة التوبة المقبولة التي شهد الله لها في كتابه. ومن فوائد اجتناب برفقة السوء محاصرة المعاصي في عقر دارها ومنع انتشارها بل وأدها في مهدها بان انتشار العدوى مرتبط اساسا بالصحبة والمخالطة. بل وبمجرد الرؤية والمشاهدة. فرؤية المعاصي دعوة عملية صامة انت تكون ابلغ من الدعوة اللسانية. وتنزع من القلوب كراهية المنكر فاذا حصرت المعصية في اضيق حدود واحيطت بسياج دفاعي منيع. تمثل في هجران اصحابها لم تجد ما تقتات عليه فاختنقت ثم ماتت ثم ماتت ثم ماتت