عشرة العش وما الرابط بين العشق والنار؟ اسمع الى العشق وكيف يفسد الجوارح كلها قال صلى الله عليه وسلم العينان تزني. واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني. والفرج يسري وفي حديث اخر كتب على ابن ادم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة. فالعينان جناهما النظر والاذنان زناهما الاستماع. واللسان زناه الكلام. واليد زناها البطش. والرجل زناها الخطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج او يكذب وتأمل هذه الاحاديث تجد ان العاشق وقع فيها كلها. من زنا العينين التي تنظر الى الحساب واللسان الذي يطلق كلمات الحب والغرام والاذنين اللتين تطربان لسماع الغزل والرجل التي تسعى لمواعيد الهوى خلسة او جرأة وعلانية. او اليد التي تمس ما حرم الله الله الا بنكاح وجرح جارحة واحدة من هذه كاف ان يدخل النار فكيف بها مجتمعة؟ لذا كان العشق كبريتا يوقد نار جهنم. والله عز وجل ما نهى عن العشق وانما نهى عن العمل بمقتضى العشق من الاشياء المحرمة كالنظر واللمس والفعل القبيح. وفي الامتناع عن المشتهى دليل على الايمان بوجود داهية كصبر العفشان في رمضان عن الماء. فانه دليل على الايمان بوجود من امر بالصوم. وتسليم النفوس الى القتل والجهاد دليل على اليقين بالجزاء اخي الغارق في بحار العشق اول العشق نظرة واخره قلب قلب قلب. قل للمنيحة في الخمار الاسود ماذا فعلت بناسك المتعبد قد كان امر للصلاة ثيابه حتى عرضت له بباب المسجد ردي عليه صلاته وصيامه لا تفتنيه بحق رب محمد واخطر ما يستهدف العشق قلبك وهل العبد الا قلب؟ وهل النجاة يوم القيامة الا بقلب؟ فاذا امتلأ القلب بحب غير الله واثر هوى محبوبه على ربه. فكيف الذكاء خلق الله قلبك صافيا له فماذا صنعت فيه يا اخي؟ عشق الحرام ضد الايمان فطلق احدهما تفز بالاخر لانه لا يجتمع دين مع عشق في قلب المؤمن. ولابد لاحدهما ان يهزم غريمه. وهو ما فطنت اليه امرأة جميلة لم يشغلها لها حسنها عن دينها فقد روى ابن القيم ان بعض السلف كان يطوف بالبيت فنظر الى امرأة جميلة فمشى الى جانبها ثم قال اهوا هوى الدين واللذات تعجبني فكيف لي بهوى اللذات والدين فقالت له دع احدهما تنل الاخر وصدق القائل العشق مشغلة عن كل صالحة وسكرة العشق تنفي سكرة وسكرة والعشق كذلك لون من الوان اتباع الهوى والهوى ثلاثة ارباع الهوان وهو شارع النار الاكبر. كما ان مخالفته شارع الجنة الاعظم وهوان الدنيا توطئة لهوان الاخرة. ومقدمة طبيعية لها ولنا وقفة مع الهوان العاجل العشاق يا اخي لا يبارك لهم في لذتهم في الدنيا. فضلا عن الاخرة. يحسبون الحب لذة والغرام متعة. فينقلب عليهم الما امن لا يطاق حتى صرخ احدهم يا من شكى الما للحب شبهه بالنار في القلب من حزن وتذكار اني لاعظم ما بي ان اشبهه شيئا يقاس الى مثل ومقدار. لو ان في نار لاحرقها لان احزانه اذكى من النار بكى احدهم تحت وطأة هذا العذاب حتى انساه الشيطان به العذاب الابقى والالام الاشد. وما درى ان عذاب الاخرة يستعر وناره تتقد وان المه اليوم ما هو غير قطرة في بحر الامه الاخروية فقال يخاطب مالكا خازن النار ويا بئس ما قال لو كان يدري مالك ما الذي القى من الاحزان والكرب كرب كرب وما الاقي من اليم الهوى عذب اهل النار بالحب وما قيمة لذة ان بقيت فساعة ثم تزول. فكيف بها وقد انقلبت غم دنيا واخرة. وبقي عارها الاكبر في العار في هذه الدنيا وان عظمت يفنى ويبقى الذي بالنار يؤذيني والنار لا تنقضي ما دام بي رمق ولست ذا ميتة فيها فتسنيها اخي الباحث عن الراحة النفسية والسعادة والاستقرار ان كنت عاشقا فانت تسير عكس الاتجاه فما في الارض اشقى من محب وان وجد الهوى حلو المذاق تراه باكيا في كل حين مخافة فرقة او الاشتياق فيبكي ان او شوقا اليهم ويبكي ان دنوا حذر الفراق. فتسخن عينه عند الفراق وتسخن عينه عند التلاقي عند التلاقي عند التلاقي سبق وان احصى ابن القيم بعض اثار فتنة العشق ثم سرد علينا منها ما يزيد على العشرين كارثة. فقال وكم اخرج من شاء الله من العلم والدين كخروج الشعرة من العجين. كم ازالت من نعمة واحلت من نقمة؟ وكم انزلت من معقل عزة ان عزيزا فاذا هو من الاذلين ووضعت من شريف رفيع القدر والمنصب. فاذا هو في اسفل السافلين وكم كشفت من عورة واحدثت من روعة واعقبت من الم واحلت من ندم. وكم اضرمت من نار حسرات احرقت فيها الاكباد واذهبت قدرا كان للعبد عند الله وفي قلوب العباد. وكم جلبت من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء الا ان يفارقها زوال نعمة او فجاءة نقمة او تحويل عافية او طرق بلية او حدوث رزية النجاة من الفتنة وما اشد اشفاقي على الشباب اليوم. وهو يواجه عواصف الشهوة العارمة بصدور عارية. نعم عارية من الايمان الذي اريد لهم ان يخلعوه. في ظل اعلام متبجح يضع اليهود برامجه وخططه. وادوات التنفيذ ابناء جلدتنا واسمعوا ما حدث مع الشاعر المؤمن عمر بهاء الدين الاميري في شبابه وكان في كراتشي واستيقظ بعد منتصف ليلة عرفة هائج النفس ثائر الشباب وكان قد تعرض في تلك الامسية الى اغراء كثير ودعوة الى الفاحشة صريحة. فانطلق يضج بالشكوى ويطلب الغوث والمدد قائلا كيف انجو يا خالقي من باب عارم عاصف التوثب ضاري. مستبد بكل ذرات جسمي. مستفز كوامن الاوتار. كلما رمت كبته ثار جهلا وتخطى عقلي واعيا وقاري. قاري. فانا منهما كبحت هواه في جموح وحدة واستعار كيف انجوك وانه مستقر في كياني وفي صميم نجاري. هو من طينتي التي لوثتني ورمتني فريسة الاقدار انه رجعة الصدى لفحيح لاهي بالذات غاشم كفار قد تحدى ابي الكبير قديما فرماه من عالم الابرار الابراري