الفصل الخامس حذاري ان تحترق واحد زينة المرء يا فرحا بلذة عاقبتها جهنم الطفل يؤثر هواه وان ادى الى هلاكه وما ذلك الا لضعف عقله الا زلت طفلا قال ابو حامد الغزالي وما قولك في عقل مريض اشار عليه الطبيب بترك الماء البارد ثلاثة ايام ليصح ويهنأ بشربه طول عمره واخبره انه ان شرب ذلك مرض مرضا مزمنا. وامتنع عليه شربه طول العمر فما مقتضى العقل في قضاء حق الشهوة ايصبر ثلاثة ايام ليتنعم طوال العمر؟ ام يقضي شهوته في الحال؟ خوفا من المخالفة ثلاثة ايام حتى يلزمه المخالفة ثلاثمائة يوم وثلاثة الاف يوم وجميع عمرك بالاضافة الى الابد الذي هو مدة نعيم اهل الجنة. وعذاب اهل النار هو اقل من ثلاثة ايام اضافة الى جميع العمر وان طالت مدته. وليس شعريا الم الصبر عن الشهوات اعظم شدة واطول مدة او الم النار في دركات جهنم فمن لا يطيق الصبر على الم المجاهدة كيف يطيق الم عذاب الله جسمك قد افنيته بالحماء دهرا من البارد والحاري. وكان اولى بك ان تحتمي من المعاصي. حذر الناس اخي اجهل الجهال من اذر زائلا على باق. فاف للذة اعقبت عقوبة. وليست اي عقوبة بل اقصى عقوبة. وما سمي عقله عقلا الا لانه يعقل صاحبه عما يضره. اما قليل العقل فانه يرى العاجلة دون نظر الى العاقبة. فان اللص يرى اخذ المال وينسى قطع اليد والفارغ يرى لذة الكسل وينسى ذل الجهل فضلا عن ضياع اجر الاخرة. والذباب يلتذ وبقرب النار يحسبها نورا فيحترق فقس على هذا وانتبه. وانتبه. وانتبه وهذا يدفعنا الى ان نتقي السيئات ننفي بذلك الجهالة عن عقولنا وفي الحقيقة فالسيئات كلها ترجع الى الجهل والا فلو كان عالما علما نافعا بان فعل هذا يضره ضررا راجحا لم يفعله. فان هذا خاصية العاقل ولهذا اذا كان من الحسنات ما يعلم انه يضره ضررا راجحا كالسقوط من مكان عال او في نهر يغرقه او المرور بجنب حائط مائل او دخول نار متأججة او رمي ما له في البحر ونحو ذلك لم يفعله لعلمه بان هذا ضرر لا منفعة فيه. ومن لم يعلم ان هذا يضره كالصبي والمجنون والساهي والغافل فقد يفعل ذلك. ان الجهل قد يدفع الناس لتخليد المخطئ. ومجاراة المسيء والانجرار مع القطيع الواقع في الاوزار والسائل قدما نحو النار. واذا سئل احدهم عن الخطأ لما يفعله؟ اجاب؟ ان اكلت الحرام ففلان يأكله وان قبلت مال السلطان ففلان يقبله. فهذا جهل. فهذا جهل لانك تعتذر بالاقتداء بمن لا يجوز الاقتداء به. فان من خالف امر الله تعالى لا يقتدى به كائنا من كان ولو دخل غيرك النار وانت تقدر على الا تدخلها لم توافقه. ولو وافقته لسفه عقلك