بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله في كتابه مختصر صحيح مسلم باب اعطاء السلب بعض القاتلين بالاجتهاد عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه انه قال بين انا واقف في الصف يوم بدر نظرت عن يميني وشمالي فاذا انا بين غلامين من الانصار حديثة اسنانهما تمنيت لو كنت بين اضلع منهما فغمزني احدهما فقال يا عم هل تعرف ابا جهل قال قلت نعم وما حاجتك اليه يا ابن اخي قال اخبرت انه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لان رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الاعجل منا قال فتعجبت لذلك فغمزني الاخر فقال مثل قال فلم انشب ان نظرت الى ابي جهل يزول في الناس فقلت الا تريان هذا صاحبكم الذي تسألان عنه قال فابتدراه فظرباه بسيفيهما حتى قتلاه ثم انصرفا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال ايكما قتلة فقال كل واحد منهما انا قتلته فقال هل مسحتما سيفيكما قال لا فنظر في السيفين فقال كلاكما قتلة وقضى بسلبي لمعاذ ابن عمرو ابن الجموع والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد. وعلى على اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين. امين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم الهمنا الصواب واهدنا وسددنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد قال رحمه الله تعالى باب اعطاء السلم بعض القاتلين بالاجتهاد بعض القاتلين اي اذا اشترك في قتل المشرك المحارب اكثر من رجل اشتركوا في قتله فالامام يعطي بالاجتهاد ان يجتهد في من هو الاحق من هؤلاء المشتركين اثنين او ثلاثة او اربعة ينظر في من هو الاحق بالسلف فيعطيه اياه والاحق هو الذي يكون اسخن في القتل فهذا هو الذي يعطى اما الذي لا يكون منه ذلك لا يكون له الاحقية اذا كان هناك اشتراك مثل ما سيأتي معنا في قصة اشتراك اه معاذ بن عمرو ابن الجموح ومعاذ ابن عفرة وايضا ثبت في بعض الاحاديث ان ابن مسعود ايضا شاركهم في قتله بعد ان اثخن وجده في رمق فاجهز عليه فيكون السنب للذي اثخن ولهذا سيأتي معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نظر في السيفين لينظر من خلالهما بالاجتهاد من الذي اثخن في في ضرب هذا المشرك المحارب المعادي لله ولدينه ولرسوله صلى الله عليه وسلم فاذا هذه الترجمة في اعطاء السلف بعض القاتلين بالاجتهاد بعض القاتلين المراد بالقاتلين اي المشتركين في قتل رجل واحد القاتلين اي المشتركين في قتل رجل واحد فلمن يكون سلبه منهم هل يقسم بين الجميع؟ هذا لم تأتي به آآ السنة وانما يعطى للذي اثخن يعطى للذي افخن في قتله اورد هذا الحديث حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه احد العشرة المبشرين بالجنة انه قال بين انا واقف في الصف يوم بدر نظرت عن يميني وشمال فاذا انا بغلامين من الانصار حديثة اسنانهما يعني صغار في اه السن لكن تقدم معنا ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يستعرظ من يدخلهم معه في في الجيش من الصغار يستعرضهم ينتقي منهم من يرى بنيته وقوته ونشاطه يمكنه من القتال ومن كان دون ذلك لا يمكنه يقول نظرت عن يميني وشمالي فاذا انا بغلامين من الانصار. حديثة اسنانهما تمنيت لو كنت بين اضلع منهما اظلع منهما اقوى منهما لانه نظر واذا الذي على يمينه والذي على يساره الصغار وهم في سيدخلون معركة قوية جدا مع فتمنى لو كانوا اقوى من هؤلاء الذين عن يمينه وعن شماله قال رضي الله عنه فغمزني احدهما اي لمسني الذي احد هؤلاء فقال يا عم وهذا ادب من الاداب التي جاء جاءت بها الشريعة في مخاطبة الكبار حتى ولو كانوا ليسوا من قرابة الانسان هؤلاء الشبان من الانصار وعبد الرحمن بن عوف من المهاجرين ما هناك قرابة لكن باب الاحترام للكبير والتقدير له واعتبار مكانته وقدره ما يخاطبه باسمه المجرد. يا فلان وانما يقول يا عم توقيرا واحتراما وتقديرا له. قال يا عم هل تعرف ابا جهل هل تعرف ابا جهل قال قلت نعم وما حاجتك اليه يا يا ابن اخي ايظا انظر خطاب الكبير للصغير يقول لها يا بني يا ابن اخي نحو ذلك من العبارات التي فيها اللطف وفيها التودد وهذا من المعاني العظيمة هذا الان انظر الالفاظ الجميلة المتبادلة بين الصغار والكبار. الصغير يقول يا عم والكبير يقول يا ابن اخي الصغير يقول يا ابن اخي قال اه وما حاجتك اليه قال اخبرت بلغني انه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لان رأيته لا يفارق سوادي سواده لا يفارق شخصي شخصا يعني لا اتركه حتى يموت الاعجل منا حتى يموت العجب منا اما انا او هو من جاءت منيته قال فتعجبت لذلك يعني كنت نظرت اليه صغير وكنت تمنيت ان يكون الى جنبي اظلع منه اقوى واذا به بهذه القوة وهذه الشجاعة ويريد رأس من رؤوس الكفار وهو ابو جهل وجاء في بعض الروايات وفي في سندها مقال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على اثر قتل حمد الله على اثر قتله وقال هذا فرعون هذه الامة هل هذا فرعون هذه الامة فتعجبت لذلك قال فغمزني الاخر الذي على يساره فقال مثلها فلم انسب يعني لم امكث وقتا طويلا ان نظرت الى ابي جهل يزول في الناس يتحرك في في في وسط الجيش فاذا هذا ابو جهل فقلت الا تريان هذا صاحبكما اي الذي اللذان تسألان عنه قال هذا صاحبكما الذي تسألان عنه قال فابتدراه فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه كدراهم الاثنان اشتركا في قتله ثم انصرف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحان غاية الفرح بقتل هذا الرأس اه من رؤوس الكفار الشر العظيم الشر المستطير الذي بلغ اذاه المبلغ العظيم في اذى النبي عليه الصلاة والسلام والصد عن دين الله فاخبراه فقال ايكما قتله وما قد اشترك في في قتله قال ايكما قتلاه؟ فقال كل واحد منهما انا قتلته فقال هل مسحتما سيفيكما قال لا فنظر في السيفين هنا اجتهاد الان وموضع الترجمة نظر في السيفين هذا اجتهاد لينظر من يظهر على سيفه امارة الافخان في قتل هذا المشرك نظر الى السيفين فقال كلاكما قتلة كلاكما قتلة. اذا هنا الاشتراك في القتل لم ينفرد احدهما بالقتل لكن هل قوة القتل متساوي لم يكن متساويا وهذا تحدد للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال النظر الى السيفين وقصد بالنظر الى السيفين ينظر من من الذي اثخن في القتل فتبين للنبي عليه الصلاة والسلام بهذا النظر في السيفين ان معاذ ابن عمرو ابن الجموح هو الذي اثخن في قتله هو الذي اثخن في قتله فقضى بسلبه لمعاذ ابن عمرو ابن الجموع قضى بسلبه السلب عرفناه فيما سبق هو ما يكون مع المقتول المشرك المحارب من سلاح وعتاد ولباس وغير ذلك وخيل وغير ذلك كل هذا يقال له سلف قضى بسلبه لمعاذ ابن عمرو ابن الجموح الرجلان قال هما معاذ ابن عمرو ابن الجموح ومعاذ ابن عفران كل من شبان الصحابة من الانصار وكلاهما اشتركا في قتله ومعهم ايضا ابن مسعود فيما بعد جاء ووجده يعني لا يزال به رمق وتحدث معه ثم اجهز عليه ثم اجهز عليه قضى بسلبه عليه الصلاة والسلام لمعاذ ابن عمرو ابن الجموعة اذا هذا الحديث في شاهد للترجمة اعطاء السلف بعض القاتلين بعض القاتلين يعني المشتركين في قتل واحد من المشركين لا يقسم السلف بينهم وانما يعطى للذي اتقن للذي اثخن في في قتله. من الذي اثخن في قتله؟ هذه مسألة ترجع الى ماذا اجتهاد الايمان اجتهاد الامام ينظر ويتحرى ماذا كان هذا منه من صنيع وماذا كان هذا منه صنيع؟ من صنيع فيقضي بذلك آآ معاذ ابن عمرو ابن الجموح ومعه عدد من شبان الانصار تقدم اسلامهم اسلموا شبانا صغارا وكان لهم بلاء حسن وعظيم في نصرة دين الله سبحانه وتعالى وايظا انقاذ الناس من الشرك ومن ذلك قصة عجيبة تروى في كتب السير لمعاذ ابن عمرو ابن الجموح في انقاذ والده من الشرك انقاذ والده من الشرك وعبادة الاصنام. وكان والده عمرو ابن الجموح رأسا من رؤوس قومه ومن اشرافهم ومن عليتهم وله مكانة وكان من عادة اكابرهم ان كل واحد خاصة في الاكابر كل واحد منهم يتخذ لنفسه صنما في بيته خاص به ما يكون مشترك مع الناس في التوجه اه عموم الاصنام وانما يكون له صنم خاص في بيته فكان قد اتخذ في بيته صنما سماه منات وجعله في بيته يتوجه اليه بعبادته معاذ ابن عمرو ابنه معاذ ومعاذ بن جبل ومجموعة من الشبان الصحابة الصغار الذين اكرمهم الله الاسلام صاروا يأتون في الليل بعد ما ينام عمرو ابن الجموح ويأخذون الصنم ويذهبون للاماكن التي فيها العذرة اوساخ الناس ثم يغمسونه فيها على رأسه يغمسون الصنم على رأسه ويتركونه فيأتي الصباح ليعبده فما يجده فيذهب يبحث عنه. يبحث عن اله ومعبوده المفقود فيجده منكسا على رأسه على ماذا؟ على العذرة الاقدار والاوساخ هم بهذا الصنيع يريدون ان يوصلوا له رسالة انك تعبد شيء لا ينفع ما يغني عن نفسه فكان ماذا يصنع؟ سبحان الله يأخذه ويغسله وينظفه ويطيبه نعم ويرده لمكانة ويخاطب الصنم يحلف له يقول اما والله لو اعلم من فعل بك هذا لاخزينه. وهو وهو يتجه اليه وهو يتجه اليه ويعبده ويقول له والله لو اعلم من يصنع بك هذا لاخزينه وتكرر الصنيع هذا كل ما هذا يأتون في الليل ويذهبون به الى آآ اماكن العذرة المرة الاخيرة كانت قوية جدا تكرر هذا الامر المرة الاخيرة اخذوا الصنم في الليل نعم هو في في المرة الاخيرة لما تكرر هذا الامر جاء في الليل قبل ان ينام ووضع عنده سيف وضع عند صنمه سيفا وقال ان كان فيك خير فامنع نفسك هذا السيف معك الامر تكرر كل ليلة يأتي به وينظفه وهي طيبة فوضع عنده سيف قال ان كان فيك خير فهذا السيف معك يعني خلص نفسك جاؤوا في تلك الليلة واخذوا السيف واخفوه في مكان اخذوا اه هذا الصنم وربطوه مع كلب ميت قرنوه بكلب ميت وربطوه معه ورموه في بئر فيها عذرة الناس واوساخ الناس فاخذ الصمح يبحث عنه ما وجد السيف ولا وجد الصنم وبحث عنه وجد مربوط مع كلب ميت في اماكن في بئر فيها او اوساق الناس فيها العذرة فنظر واذا به على هذه الحال فنفسه وقفت منه وكان ذاك باب دخوله في الاسلام فاسلم وحسن اسلامه وله ابيات يعني يحمد الله سبحانه وتعالى فيها الذي خلصه قبل ان يدخل قبره على هذه الحال. ويحمد الله على النعمة العظيمة التي خلصه فيها من تلك الحال قال في مطلعها والله لو كنت الها لم تكن انت وكلب وسط بئر في قرن والله لو كنت الها لم تكن انت وكلب وسط بئر في قرن يعني مقرون ومربوطا وكلب ميت. وفي بئر فيها العذرة وفيها الاوساخ لو كنت الان لم تكن كذلك ومن حينها عافت نفسه هذه الاصنام ترك عبادتها مثل مثله في يعني وجود شيء جعله يعاف عبادة الصنم قصة ايضا عجيبة لاحد المشركين قصد صنما من مسافة بعيدة ليعبده ولما وصل اليه لما وصل اليه وجد فوق رأس الصنم ثعلب يبول والبول يصب من فوق رأس الصنم الى اسفل قدميه وهو قصده من مسافات طويلة ليعبده فلما رآه قال ارب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب وذهب وتركه فهذه الامور يعني امور كاشفة تكشف للغافل الجاهل الضال تكشف له حتى انا قرأت في يعني في بعض في الصحف القديمة قصة احد الهنادق لهم معابد فيها اصنام صغير يذكر سبب اسلامه انه اخذه والده للمعبد فرأى كلبا يبول عند رجل الصنم فمن صغره عاف هذه الاصنام نفرت مثله مثل ذاك الاول فهذه الاشياء يهيئها الله سبحانه وتعالى لمن اراد به ماذا خيرا ونجاة من عبادة هذه الاصنام نعم قال رحمه الله باب منع القاتل السلب بالاجتهاد عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال قتل رجل من حمير رجلا من العدو فاراد سلبه فمنعه خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان واليا عليهم فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عوف بن مالك فاخبره فقال لي خالد ما منعك ان تعطيه سلبه قال استكثرته يا رسول الله قال ادفعه اليه فمر خالد بعوف فجر بردائي ثم قال هل انجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغضب فقال لا تعطه يا خالد لا تعطه يا خالد هل انتم تاركون لامرائي انما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي ابلا واو غنما فرعاها ثم تحين سقيا فاوردها حوضا تشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره فصفوا لكم وكدره عليهم قال باب منع القاتل السلب بالاجتهاد. منع القاتل يعني من قتل مشركا فيمنع يمنع الامام من اعطائه السبب بالاجتهاد هذه عكس الاولى. الاولى عطاء السلف بالاجتهاد وهذه منع الاعطاء بالاجتهاد منع القاتل السلف بالاجتهاد والسلب عرفناه ومنعه يعني بالاجتهاد باجتهاد الامام نظر في الامر فمنعه آآ السلب مثل ما سيأتي معنا في هذه القصة عوف بن مالك رضي الله عنه والقصة هذه حصلت في غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة قال قتل رجل من حمير رجلا من العدو رجل من حمير من اليمن رجل اه من العدو فاراد سلبه فاراد سلبه والسلب كما تقدم القاتل وتقدم معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه له عليه بينة هذا تفيد ان القاتل ليس ابتداء يأخذ هكذا ويمشي بل يكون الامر بترتيب الامام وبنظر اه الامام حتى لا يصبح يعني الامر اه مثل اه ما يصبح مثلا اه تزاحم او او او تشاحن او يعني كل يدعي او نحو ذلك فهي تكون بترتيب الامام ونظر الامام يعطي باجتهاده ويمنع باجتهاده ولهذا تقدم معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل قتيلا له عليه بينة. البينة يأتي بها لمن نعم للامام يأتي بها للامام ويقول عندي شهود او عندي كذا وانا فعلت كذا الى اخره فينظر في اعطائه او منعه ولهذا الترجمة الاولى الاعطاء بالاجتهاد والثانية المنع بالاجتهاد فاراد هذا الرجل الذي هو من حمير من اليمن الذي قتل آآ يعني قتل آآ فارسا عاتيا من فرسان الروم اختبأ له وعقر آآ وعقر آآ فرسه واهوى عليه بسيفه وقتله وجاء بفرسه وكل السلب الذي معه. فمنعه اياه خالد خالد كان قائد الجيش في في تلك الغزوة مؤتة فمنعه اياه فقال له عوف بن مالك وخالد كان الوالي عليم قال له عوف ابن مالك كما جاء في بعض الروايات لما منعته والنبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل قتيلا فله سلبه لم تمنعه؟ لمن؟ لما تمنع اياه؟ لما لا تعطيه اياه اما ان تعطيه او اخبر عنك النبي صلى الله عليه وسلم اما ان تعطيه او ساخبر النبي صلى الله عليه وسلم يعني ذكر انه اما ان لم يعطي سيخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما صنع خالد في منعه السلب يرى عوف انه مستحق له فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عوفا مالك يعني فيما بعد فاخبره فقال لي خالد ما منعك ان تعطيه سلبه ما منعك ان تعطيه سلبا؟ قال استكثرت يا رسول الله. يعني رأيت انه كثير على الحال التي حصلت وهذا فيه الاجتهاد اجتهاد في المنع مثل ما تقدم في اجتهاد في الاعطاء وفي اجتهاد في المنع فاجتهدوا وراءنا كثير ومنعها اياه لم يعطه اياه قال استكثرت يا رسول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ادفعه اليه ادفعوا اليه فمر خالد بعوف ابن مالك فجره عوف جره برداءه جره عوف بردائه جر خالد برداءه. وهذا امر ما يناسب جره برداءه ثم قال هل انجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيت معك في اني ساخبر النبي سيكشف هذا الامر لوفيت معك ولا ما وفيت وجره فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغظب لان هذا الامر لا يناسب وهذا امير امره النبي صلى الله عليه وسلم ولاه ولا يتعامل معه بهذه المعاملة والا اذا كان يتعامل مع الامير مثل هذه المعاملة تذهب هيبة الامرا يسقط شأنهم ولا يصبح لهم اه قوة في ولايتهم فاستغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضب من هذا الصنيع صلوات الله وسلامه عليه وقال لا تعطه يا خالد لا تعطيه ابقى لخالد ماذا اجتهاده في منعه من العطاء لا تعطيه يا خالد لا تعطيه يا خالد اعاد مرتين ثم قال عليه الصلاة والسلام هل انتم تاركوا لي امرائي ما تتعرضون لهم الامير له مكانة حتى لو اخطأ الامير تبقى مكانته خطأ عليه ما يظر اتباعه ما يضر اتباعه المضرة عليه هو مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في تمام الحديث فصفوا لكم وكدره على من عليهم يعني على الامرا الصفو لكم انتم. الكدر ما يضركم الكدر عليهم هم لكن ما يشاغب الانسان الامير مثلا يفتات عليه ولا اه او يسيء التعامل معه او او يأتي له بالعبارات الغليظة او التي اه فيها زعزعة لمكانة الامير. هذا ما يصح ولهذا قال علي الصلاة والسلام هل انتم تاركوا امرائي؟ يعني ما تتعرضون لهم الامير تبقى له مكانته طيب اذا قال عنده اخطاء الاخطاء ما ما يتعامل معها الا بطريقة تليق بمقامه مقام الامير و مكانته ومنزلته ما يتعامل مع ها بطريقة لا تكون مناسبة او لا تكون لائقة بمقام الامير هل انتم تاركوا لي امرائي انما مثلكم ومثلهم يعني مثلكم ومثل امراء هذا مثال فقط للتوضيح كم مثل رجل استرعي ابلا وغنما صار راعيا لها فرعاها ثم تحين سقيها فاوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره وتركت كدره تأخذ الصفو واذا كان في كدر ما تاخذه فما يضرها شيء ما يضرها شيء قال فصفوه لكم وكدره عليهم فصفو لكم وكدره عليكم عليهم وجاء في المسند قال لكم صفو امرهم لكم صفو امرهم وعليهم كدرهم. الكدر عليهم ما يضرك انك ما تسببت ولا جنيت ولا فعلت ولا لكن الصفو لك والصفو اه امور كثيرة يجدها الانسان هي صفو هي لك مغانم لك لكن الكدر او كدره هذا ما يضرك لانك لا لم تجني ولم ولم تفعل اه لم تفعل ذلك النصيحة ما شأنها في هذا المقام؟ النصيحة تكون الاسلوب الذي يليق بالمقام اما مثلا يأتي في جمع ويجره يوبخه امام جمع وكذا هذا ما يليق به ولهذا قال هل انتم تاركوا لامرائي وانما تكون برفق وبينه وبينه من كانت له حاجة الى ذي سلطان فلا يبده ماذا علانية فلا يبدئ فليأتي وليأخذ بيده بينه وبينه وليقل له وهذي وهذي التي لها يعني النفع وحتى ليس مع الامراء حتى في نفسك انت اذا كان عندك خطأ وجاء شخص امام الجمع وقال يا فلان ويشير لك اشارة هكذا قوية ولا يهزك ولا يمسك شماغك ويجره ويسقط في الارض ويقول ليش تفعل كذا ما تستطيع تقبل منه لكن لو اخذك سرا وبينك وبينه لاطفك وتودد اليك وقال انت كذا وانت لك كذا وانا رأيت كذا تجد الموعظة تدخل الى الى قلبك. وهي هي نفس الامر الذي ينهاك عنه. لما نهاك برفق قبلت ولو نهاك بغلظة نفرت نفسك ربما تأخذ الانسان ماذا عزة بالاثم بسبب طريقة اه طريقة التعامل نعم قال رحمه الله باب في اعطاء جميع السلف للقاتل عن سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازنا فبينما نحن نتضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاء رجل على جمل احمر فاناخه ثم انتزع طلقا من حقبه تقيد به الجمل ثم تقدم يتغدى مع القوم وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة من الظهر وبعضنا مشاه اذ خرج يشتد فاتى جمله فاطلق قيده ثم اناخه وقعد عليه فاثاره فاشتد به الجمل فاتبعه رجل على ناقة ورقاء قال سلمة وخرجت اشتد وكنت عند ورك الناقة ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل ثم تقدمت حتى اخذت بخطام الجمل فانخته فلما وظع ركبته في الارظ اختلطت سيفي فضربت رأس الرجل فندر ثم جئت بالجمل اقوده عليه رحله وسلاحه فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقال من قتل الرجل قالوا ابن الاكوع قال له سلبه اجمع. نعم بالتمثيل وفداء المسلمين بالاسارى عن اياس بن سلمة عن ابيه رضي الله عنه قال غزونا فزارة وعلينا ابو بكر وعلينا ابو بكر رضي الله عنه امره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فلما كان بيننا وبين الماء ساعة امرنا ابو بكر فغرسنا ثم شن الغارة فورد الماء فقتل من قتل عليه وسبى وانظر الى عنق من الناس فيهم الذراري فخشيت ان يسبقوني الى الجبل فرميت بسهم بينهم وبين الجبل فلما راو السهم وقفوا وجئت بهم اسوقهم وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من ادم قال القشع النق النطا معها ابنة لها من احسن العرب فسقتهم حتى اتيت بهم ابا بكر رضي الله عنه فنفلني ابو بكر ابنتها فقدمنا المدينة فنفلني فنفلني ابو بكر ابنتها فقدمن المدينة وما كشفت لها ثوبا فلاقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال يا سلمة هب لي المرأة فقلت يا رسول الله والله لقد اعجبتني وما كشفت لها ثوبا ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد في السوق فقال لي يا سلمة هب لي المرأة لله ابوك فقلت هي لك يا رسول الله فوالله ما كشفت لها ثوبا فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اهل مكة ففادى بها ناسا من المسلمين كانوا اسروا بمكة. نعم هاتان الترجمتان فيهما اه في كل منهما قصة للسلمة ابن الاكوع رضي الله عنه وارضاه وهذا امره عجب في شجاعته وقوته وسرعته في الجري والعدو وله في ذلك قصص عجيبة من نوادر القصص وعجبها وعجيبة فيؤجل الى اللقاء القادم وسنقف ايظا على بعظ قصصه العجيبة رضي الله عنه عن الصحابة اجمعين. نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير ما زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولايتنا فيمن خافك اتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين. امين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين. امين. وارحم موتانا وموتى المسلمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم يا ربنا اصلح لنا النية الذرية والعمل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا واحسن اليكم